وتصحّ الإطاعة له ، خصوصا الشريعة الإسلامية الباقية إلى يوم القيامة لِعظم أهميّتها ومزيّتها فمن اللازم الضروري أن يكون رسولها معصوما عن جميع الخطايا ، بل يلزم أن يكون متّصفا بالعصمة الكبرى التي سنذكرها ونبيّنها ..
وقد أفاد شيخنا المفيد (١) : «إنّ نبيّنا والأئمّة عليهمالسلام من بعده كانوا سالمين من ترك المندوب والمفترَض قبل حال إمامتهم وبعدها ، وأمّا الوصف لهم بالكمال في كلّ أحوالهم ، فإنّ المقطوع به كمالهم في جميع أحوالهم التي كانوا فيها حججا للّه تعالى على خلقه ، وقد جاء الخبر بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة من ذرّيته كانوا حججا للّه تعالى منذ أكمل عقولهم إلى أن قبضهم ، ولم يكن لهم قبل أحوال التكليف أحوال نقص وجهل ، وأنّهم يجرون مجرى عيسى ويحيى عليهماالسلام ، في حصول الكمال لهم مع صغر السنّ وقبل بلوغ الحلم».
وقد قامت البراهين ودلّت الأدلّة على مزيّة عصمة النبي الأكرم ونزاهته وسموّ شأنه وجلالته من الكتاب والسنّة والإجماع والعقل ، بما نذكره ونفصّله في مبحث الإمامة ، كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى ، مضافا إلى ما قدّمناه في بحث عصمة الأنبياء بالأدلّة الثلاثة.
ونكتفي هنا بذكر الإشارة فقط إلى عصمة نبيّنا الأكرم ، وتأويل ما يوهم خلاف ذلك ممّا عقد له العلاّمة المجلسي بابا في كتابه الشريف (٢) ، ذكر فيه للعصمة آيات وأحاديث كثيرة ، نتبرّك بذكر واحدةٍ من كلّ دليل من أدلّتها :
__________________
(١) تصحيح إعتقادات الإمامية : (ص١٢٩).
(٢) بحار الأنوار : (ج١٧ ص٣٤ ـ ٩٧ ب١٥).