«إنّما يعبد اللّه من يعرف اللّه ، فأمّا من لا يعرف اللّه فإنّما يعبده هكذا ضلالاً.
قلت : جعلت فداك! فما معرفة اللّه؟
قال : تصديق اللّه عزوجل وتصديق رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وموالاة علي عليهالسلام والإيتمام به وبأئمّة الهدى عليهمالسلام والبراءة إلى اللّه عزوجل من عدوّهم ، هكذا يُعرف اللّه عزوجل» (١).
وإمامة آل محمّد الربّانية الإلهية ، من الاُصول الدعائم والأركان العظائم للدين الإسلامي الحنيف .. وترك معرفتهم يوجب الردى وكفر الجاهلية الاُولى ، لما ورد في الحديث المتواتر بين الفريقين :
«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة» (٢).
وفي حديث عيسى بن السري (٣) قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : حدّثني عمّا بُنيت عليه دعائم الإسلام .. ـ وسيأتي ذكر الحديث (٤) ـ وقد صرّح بكون الولاية من دعائم الإسلام.
فيلزم على كلّ من أراد معرفة اللّه تعالى معرفتهم ، والدخول في ولايتهم التي هي من دين اللّه عزوجل كما صرّحت به الأحاديث الآنفة مثل حديث أبي
__________________
(١) اُصول الكافي : (ج١ ص١٨٠ باب معرفة الإمام والردّ إليه ح١).
(٢) لاحظ اُصول الكافي : (ج١ ص٣٧٦ باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى) ، وبحار الأنوار : (ج٢٣ ص٧٦ ب٣ الأحاديث).
ولاحظ من مصادر العامّة مسند أحمد بن حنبل : (ج٤ ص٩٦) ، وصحيح مسلم : (ج٨ ص١٠٧) ، وحلية الأولياء لأبي نعيم : (ج٣ ص٢٢٤) ، وكنز العمّال للمتّقي الهندي : (ج٣ ص٢٢٠) ، وينابيع المودّة للقندوزي : (ص١١٧) ، ومسند الحافظ الطيالسي : (ص٢٥٩).
(٣) اُصول الكافي : (ج٢ ص٢١ باب دعائم الإسلام ح٩).
(٤) في ص٣٧٧ من هذا الكتاب.