لإستحالة المشاهدة والمكالمة ، وتكون الواسطة بالرسالة أو الإمامة.
فغرض الخلقة يقتضي الإمامة بعد الرسالة (١).
٤ ـ ما قرّره شيخنا الاُستاذ قدسسره ، من أنّ كتاب اللّه العظيم الذي هو كتاب الهداية ودستور البشرية الذي فيه آيات محكمات واُخر متشابهات ، كيف يمكن التوصّل والوصول إلى مراداته ، ومعرفة محتوياته ، وفهم مجملاته ومتشابهاته ، حتّى يتسنّى العمل بآياته بدون معلّم ومبيّن لها وهادٍ بهداية اللّه فيها؟!
ومن الواضح أنّ كتب الدراسات العلميّة والموسوعات الجامعية بالرغم من كونها من نتائج العقول البشرية لا يمكن فهمها بدون معلّم واُستاذ ، مع دراسات متواصلة في سنوات عديدة ..
فكيف بكتابٍ يعجز عن مثله الجنّ والإنس ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا؟!
من المستحيل أن نستغني في فهم أعظم الكتب عن تعليم من نزل في بيتهم الكتاب ، فالضرورة تقتضي بلزوم الإمامة بعد الرسالة ، والإمام في جنب القرآن .. وقول عمر : (حسبُنا كتاب اللّه) هو كذب وخداع وتزوير وبهتان ، قد كذّبه حتّى هو نفسه حينما كان يرتطم في الإشكال ويقول : (لولا علي لهلك عمر) ويقول : (لا أبقاني اللّه لمُعضلةٍ ليس لها أبو الحسن) ..
فهلاّ كان يكتفي بكتاب اللّه لحلّ المسائل الواردة عليه ..
وتلاحظ إعترافه بهذا الكلام في موارد كثيرة أحصاها شيخنا الأميني في كتاب الغدير في باب نوادر الأثر في علم عمر عند بيان مائة خطأ من أخطائه وجهالاته (٢).
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص٨٤).
(٢) الغدير : (ج٦ ص٨٣ ـ ٣٢٥).