حتّى ترد الحرث في نزواتها ، وتقضي منه شهواتها ، وخلقها كلّه لا يكون إصبعا مستدقّة ، فتبارك الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها ، ويعفّر له خدّا ووجها ، ويلقي بالطاعة إليه سلما وضعفا ، ويعطي له القياد رهبةً وخوفا.
فالطير مسخّرة لأمره ، أحصى عدد الريش منها والنفس ، وأرسى قوائمها على الندى واليبس ، قدَّر أقواتها ، وأحصى أجناسها ، فهذا غراب ، وهذا عقاب ، هذا حمام ، وهذا نعام ، دعا كلّ طائر باسمه ، وكفّل له برزقه.
وأنشأ السحاب الثقال فأهطل ديمها ، وعدّد قسمها فبلّ الأرض بعد جفوفها ، وأخرج نبتها بعد جدوبها» (١).
٢ ـ عن هشام بن الحكم قال :
«دخل ابن أبي العوجاء على الصادق عليهالسلام فقال له الصادق : يابن أبي العوجاء! أمصنوع أنت أم غير مصنوع؟
قال : لست بمصنوع.
فقال له الصادق عليهالسلام : فلو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟
فلم يحر ابن أبي العوجاء جوابا (٢) وقام وخرج» (٣).
٣ ـ دخل أبو شاكر الديصاني ـ وهو زنديق ـ على أبي عبداللّه عليهالسلام فقال له : ياجعفر بن محمّد! دلّني على معبودي ، فقال أبو عبداللّه عليهالسلام :
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٦ الباب٢ ح١).
(٢) يُقال : لم يحُر جوابا أي لم يَرُدُّ جوابا.
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣١ الباب٢ ح٤).