«اِجلس ، فإذا غلام صغير في كفّه بيضة يلعب بها ، فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : ناولني ياغلام البيضة ، فناوله إيّاها ، فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : ياديصاني! هذا حصن مكنون له جلد غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبةٌ مائعة وفضّة ذائبة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضّة الذائبة ، ولا الفضّة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها ، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها لا يدرى للذكر خلقت أم للاُنثى ، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لها مدبّرا؟
قال : فأطرق مليّا ثمّ قال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، وأنّك إمامٌ وحجّةٌ من اللّه على خلقه ، وأنا تائب ممّا كنت فيه» (١).
٤ ـ انّ عبداللّه الديصاني أتى باب أبي عبداللّه عليهالسلام فاستأذن عليه فأذن له ، فلمّا قعد قال له : ياجعفر بن محمّد! دلّني على معبودي ، فقال له أبو عبداللّه عليهالسلام :
«ما اسمك؟
فخرج عنه ولم يخبره باسمه.
فقال له أصحابه : كيف لم تخبره باسمك؟
قال : لو كنت قلت له : عبد اللّه كان يقول : من هذا الّذي أنت له عبد؟
فقالوا له : عد إليه فقل يدلّك على معبودك ولا يسألك عن إسمك.
فرجع إليه فقال : ياجعفر! دلّني على معبودي ولا تسألني عن إسمي.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣١ الباب٢ ح٥).