مثل فعله ، وليُنبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان» (١).
فهذه الآية الكريمة إذا هي من أوضح الأدلّة ، وأجلى البراهين على أنّ الإمام والحجّة والولي الذي عيّنه اللّه تعالى هو أمير المؤمنين عليهالسلام.
وقد روي هذا من طرق الخاصّة بتسعة عشر حديثا ، ومن طرق العامّة بأربعة وعشرين حديثا تجدها في غاية المرام لسيّدنا البحراني طاب ثراه (٢) وغيره.
وللنموذج نذكر من أحاديث الخاصّة المفسّرة ، حديث العياشي بإسناده عن عمّار بن ياسر أنّه قال : وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول اللّه فاعلم بذلك ، فنزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (٣) .. إلى آخر الآية ، فقرأها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم علينا ، ثمّ قال :
«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ والِ مَن والاه وعادِ من عاداه» (٤).
ومن أحاديث العامّة حديث ابن المغازلي بسنده عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) قال : نزلت في علي عليهالسلام (٥).
__________________
(١) تفسير الكشّاف : (ج١ ص٤٢٢).
(٢) غاية المرام : (ص١٠٣ ـ ١٠٩ ب١٨ و ١٩) ، وجاءت في إحقاق الحقّ : (ج٢ ص٣٩٩ ، وج٣ ص٥٠٢ ، وج٤ ص٦٠ ، وج١٤ ص٢ ، وج٢٠ ص٢).
(٣) سورة المائدة : (الآية ٥٥).
(٤) غاية المرام : (ص١٠٨ ب١٩ ح١٠).
(٥) غاية المرام : (ص١٠٤ ب١٨ ح٥ و ٦).