الحسن كان كذلك (١).
واعترف أعداؤهم بعصمتهم ونزاهتهم وورعهم مضافا إلى سائر فضائلهم كما تلاحظه في كلمات ابن أبي الحديد المعتزلي حيث قال في شرح نهج البلاغة : «نصّ أبو محمّد بن متويه في كتاب الكفاية على أنّ عليا عليهالسلام معصوم ... أدلّة النصوص دلّت على عصمته ، والقطع على باطنه ومغيبه» (٢).
ومن ذلك قول عمر بن عبدالعزيز : «ما علمنا أحدا كان في هذه الاُمّة أزهد من علي بن أبي طالب بعد النبي».
وقال ابن عيينة : «أزهد الصحابة علي بن أبي طالب».
وروى سفيان بن عيينة : ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) (٣) علي بن أبي طالب عليهالسلام خاف فانتهى عن المعصية ونهى عن الهوى نفسه».
وروى قتادة : «علي بن أبي طالب عليهالسلام سيّد من اتّقى عن إرتكاب الفواحش».
وروى أبو يوسف : «من اتّقى الذنوب علي بن أبي طالب والحسن والحسين».
ممّا يحكم العقل ويقطع العقلاء ويجزم كلّ ذي مسكة بعد ملاحظة هذا أنّهم معصومون طاهرون ، وعن الذنوب والخطايا بعيدون.
وحيث كان هذا جاريا في جميعهم ومستمرّا في جميع حياتهم ينكشف كون العصمة ملكة فيهم.
__________________
(١) سفينة البحار : (ج٦ ص١٨٥).
(٢) نقلاً عن بحار الأنوار : (ج٤٠ ص٣١٨ ب٩٨ الأحاديث).
(٣) سورة النازعات : (الآية ٤٠).