في أدعية الأئمّة الطاهرين سلام اللّه عليهم مع أنّهم أصحاب العصمة الكبرى ، ولا يصدر منهم حتّى ترك الأولى ، ولا يعملون إلاّ بما يشاء اللّه ويرضاه ، فقد عصمهم اللّه من الزلل ، وحفظهم من المزالق حتّى أنّهم لا يتركون مستحبّا ولا يفعلون مكروها إلاّ لوجهٍ مبرّرٍ رافع للحزازة ..
فاستغفارهم هذا ليس لفعل الذنب إطلاقا ..
بل إنّ إستغفاراتهم مضافا إلى كونها في مقام التضرّع الذي هو محبوب ذاتا وتكون للحياء والرجاء والإنابة والرغبة والرهبة والطاعة والإخلاص والتقوى والتوكّل ونحو ذلك من مقتضيات الإستغفار التي تلاحظها في دعاء الزيارة الرضوية المباركة .. مضافا إلى هذه الاُمور تكون إستغفاراتهم لوجوه حكيمة منها :
١ ـ إنّ الرسول وأهل البيت عليهمالسلام هم الذين علّمونا التكلّم مع ملك الملوك وعظيم العظماء (اللّه جلّ جلاله) ، ولولاهم لم نعرف الطريقة المثلى والنهج الأفضل الذي ينبغي للعبد الإبتهال به إلى اللّه تعالى والسؤال منه عزّ إسمه وطلب المغفرة منه جلّ جلاله ..
فإحدى جهات أدعيتهم هو تعليمنا ذلك ، فجرى وجوه الإستغفار على لسانهم الطاهر حتّى يجري على لساننا نحن العصاة ؛ لنستقيل من ذنوبنا ونتوب من خطايانا ، وننال برد العفو وحلاوة الرحمة من المولى الغفور الرحيم ، كما إستفدنا هذا الوجه من شيخنا الاُستاذ قدسسره.
٢ ـ إنّ النبي والآل سلام اللّه عليهم أوقاتهم مشغولة باللّه تعالى ، وقلوبهم مملوءة بالتوبة إليه ، وخواطرهم متعلّقة بالملأ الأعلى ، ونفوسهم مقبلة بكلّها إليه ، كلّ منهم يرى نفسه حاضرا عند اللّه ويرى اللّه ناظرا إليه .. فيرون إشتغالهم بالمباحات المحلّلة كالمآكل والمشارب والمناكح إنحطاطا عن تلك المراتب