تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي عليهالسلام قوما ممّن كان قد تقدّم موته من شيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم ، فيلتذّوا بما يشاهدون من ظهور الحقّ وعلوّ كلمة أهله» (١).
وقال العلاّمة المجلسي : «الإعتقاد بالرجعة واجب وهو من الإعتقادات الخاصّة بالشيعة وثبوتها من الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام مشهور بين الشيعة والسنّة» (٢).
وقال السيّد الشبّر : «إنّ ثبوت الرجعة ممّا إجتمعت عليه الشيعة الحقّة والفرقة المحقّة ، بل هي من ضروريات مذهبهم» (٣).
هذا ، وقد ثبتت الرجعة بالأدلّة القطعيّة والبراهين البيّنة من الكتاب العزيز والسنّة المتواترة والإجماع المحقّق.
فلا يُصغى إلى ما زعمه ابن الأثير في النهاية (٤) ، وتبعه ابن منظور في اللسان (٥) ، من نسبة الرجعة إلى قوم من عرب الجاهلية وفرقة من اُولي البدع والأهواء.
وزوّر الإستدلال لدعواه بقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحا) (٦).
ويردّه أنّ الرجعة لم تكن في عرب الجاهلية ولم يقل بها أهل الأهواء والبدع ، بل هي قول الطائفة الحقّة ومستندة إلى الأدلّة.
__________________
(١) كتاب الرسائل للسيّد المرتضى : (ج١ ص١٢٥).
(٢) كتاب الإعتقادات للمجلسي : (ص٤٠).
(٣) حقّ اليقين : (ج٢ ص٢).
(٤) النهاية لابن الأثير : (ج٢ ص٢٠٢).
(٥) لسان العرب : (ج٨ ص١١٤).
(٦) سورة المؤمنون : (الآيتان ٩٩ و ١٠٠).