وحاشا الحكيم العليم العادل عن ذلك أبدا!
فلابدّ وأن يتحقّق الرجوع هنالك بإقتضاء الحكمة حتّى لا يلزم العبث واللغو والبطلان.
فيحكم العقل على أساس حكمة اللّه الحكيم بتحقّق ذلك اليوم العظيم.
ثالثا : إنّه لو لم يكن ذلك اليوم الخالد ولم يظهر الفرق بين العاصي والمطيع لتساوى الأنبياء النبلاء مع أشقى العصاة الأشقياء ، وتعادل جبابرة الكافرين مع كبار المؤمنين ، وتساوى البرّ والفاجر ، وتوازن الظلم والعدل والحقّ مع الباطل والنور مع الظلمة.
وهذا شيء قبيح مخالف للحقّ الصريح ، فيحكم العقل بإستحالته على اللّه تعالى.
وعليه ، فالعقل حاكم على أساس الحسن وعدم القبح بضرورية يوم الحشر للإنسان ، وقيام يوم المعاد والميزان ، لتمييز الحقّ وإبطال الباطل.
على أنّ الفطرة بنفسها تقضي بمجازاة الظالم ومؤاخذة الجاني .. حتّى فطرة الملحدين والمنكرين للربوبية ؛ لذلك تراهم يعاقبون السارق ويؤاخذون المتجاوز.
فحقّانية يوم القيامة ثابتة بوحي الفطرة ، مضافا إلى ما تقدّم من الأدلّة.