إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض : مرحبا وأهلاً ، قد كنتَ ممّن أُحبّ أن تمشي على ظهري ، فإذا ولّيتك فستعلم كيف صنيعي بك ؛ فيتّسع له مدّ البصر ، وإنّ الكافر إذا دفن قالت له الأرض : لا مرحبا بك ولا أهلاً ، لقد كنتَ من أبغض من يمشي على ظهري ، فإذا ولّيتك فستعلم كيف صنيعي بك ، فتضمّه حتّى تلتقي أضلاعه ؛ وإنّ المعيشة الضنك التي حذّر اللّه منها عدوّه عذاب القبر ، إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنّينا (١) فينهشن لحمه ، ويكسرن عظمه ، يتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث ؛ لو أنّ تنّينا منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعا.
ياعباد اللّه! إنّ أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا ، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم بما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه فاعملوا بما أحبّ اللّه واتركوا ما كره اللّه» (٢).
٤ ـ حديث سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبداللّه عمّا يلقى صاحب القبر؟ فقال
«إنّ ملكين يقال لهما : منكر ونكير يأتيان صاحب القبر فيسألانه عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فيقولان : ما تقول في هذا الرجل الذي خرج فيكم؟ فيقول : من هو؟ فيقولان : الذي كان يقول : إنّه رسول اللّه ، أحقّ ذلك؟ قال : فإذا كان من أهل الشكّ قال : ما أدري ، قد سمعت الناس يقولون ،
__________________
(١) التنّين على وزن سكّين هي : الحيّة العظيمة.
(٢) بحار الأنوار : (ج٦ ص٢١٨ ـ ٢١٩ ب٨ ح١٣).