جميع الأحوال؟
هل الإنسان بنفسه ـ وهو الذي يرغب أن يعيش دائما ولا يموت أبدا ـ علّة لموت نفسه؟
أم هناك شيء من الممكنات ـ التي هي مقهورة زائلة بنفسها ـ تتمكّن من القاهرية المطلقة؟
أم أنّ القاهر لجميع المخلوقات هو القادر على خلقها فيقدر على فنائها.
أليس هذا دليلاً على أنّ هناك من يُميت ويقدر على الإماتة ، كما هو قادر على الإحياء.
فنفس الموت دالّ على وجود المميت ، كما كان الإحياء دالاًّ على وجود المحيى.
فمن هذا الذي يميته غير الذي يحييه؟ ومن هو قادر على الإبقاء والإفناء؟ ليس هو إلاّ اللّه الذي بيده الموت والحياة. والقادر على الإبقاء والإفناء ، الخالق لجميع المخلوقات جلّ شأنه وعظمت قدرته.
هذه أدلّة خمسة من بين الأدلّة العقلية الكثيرة التي تُبرز الإيمان الفطري بوجود اللّه تعالى القوي.
مضافا إلى الآيات الأنفسيّة والآفاقية التي ما أكثرها وأكبر وجودها ، بل للّه في كلّ شيء آية تدلّ على وجوده القدسي وذاته القدّوسي.
وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ |
|
تَدلُّ على أنّه واحدُ |