وأمّا السنّة :
فالأحاديث المتظافرة المتواترة التي تفوق على مئة حديث قد وردت في المصادر المعتمدة وجمعت في بحار الأنوار في بابين ، أحدهما : باب الشفاعة من كتاب العدل والمعاد ، ويشتمل على ستّة وثمانين حديثا ، وثانيهما : باب الصفح عن الشيعة وشفاعة أئمّتهم من كتاب الإيمان والكفر ، ويشتمل على سبعة وتسعين حديثا.
فلاحظ من هذه الأحاديث المباركة التي تفيد العلم بثبوت الشفاعة للنبي وآله الطاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين ما يلي :
١ ـ حديث الحسين بن خالد ، عن الإمام الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله :
«من لم يؤمن بحوضي فلا أورده اللّه حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللّه شفاعتي.
ثمّ قال عليهالسلام : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل.
قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليهالسلام : يابن رسول اللّه! فما معنى قول اللّه عزوجل : (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى) (١)؟
قال : لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى اللّه دينه» (٢).
٢ ـ حديث سماعة ، عن أبي عبداللّه عليهالسلام قال :
«سألته عن شفاعة النبي يوم القيامة؟
__________________
(١) سورة الأنبياء : (الآية ٢٨).
(٢) بحار الأنوار : (ج٨ ص٣٤ ب٢١ ح٤).