موت فيها ، ولا هرم ، ولا سقم ، ولا مرض ، ولا آفة ، ولا زوال ، ولا زمانة ، ولا غمّ ، ولا همّ ، ولا حاجة ، ولا فقر.
وأنّها دار الغنى والسعادة ، ودار المقامة والكرامة ، لا يمسّ أهلها فيها نصب ، ولا يمسّهم فيها لغوب ، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين ، وهم فيها خالدون ...
واعتقادنا في النار أنّها دار الهوان ، ودار الإنتقام من أهل الكفر والعصيان ، لا يخلّد فيها إلاّ أهل الكفر والشرك. وأمّا المذنبون من أهل التوحيد ، فإنّهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم ، والشفاعة التي تنالهم ...
وإعتقادنا في الجنّة والنار أنّهما مخلوقتان ...
وإعتقادنا أنّه لا يخرج أحد من الدنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة أو من النار ...
وأمّا جنّة آدم ، فهي جنّة من جنان الدنيا ، تطلع الشمس فيها وتغيب ، وليست بجنّة الخلد ، ولو كانت جنّة الخلد ما خرج منها أبدا.
واعتقادنا أنّ بالثواب يخلّد أهل الجنّة في الجنّة وبالعقاب يخلّد أهل النار في النار ، وما من أحد يدخل الجنّة حتّى يعرض عليه مكانه من النار ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو عصيت اللّه لكنت فيه. وما من أحد يدخل النار حتّى يعرض عليه مكانه من الجنّة ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو أطعت اللّه لكنت فيه. فيُورّث هؤلاء مكان هؤلاء ، وهؤلاء مكان هؤلاء ، وذلك قوله تعالى : (أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (١)» (٢).
__________________
(١) سورة المؤمنون : (الآيتان ١٠ و ١١).
(٢) الإعتقادات : (ص٧٦ ـ ٨٠).