قال : فهي تلبس سبعين حلّة ويرى زوجها مخّ ساقيها وراء حللها وبدنها؟ قال : نعم كما يرى أحدكم الدراهم إذا اُلقيت في ماء صاف قدره قيد رمح ، قال : فكيف ينعم أهل الجنّة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلاّ وقد إفتقد إبنه أو أباه أو حميمه أو اُمّه؟ فإذا افتقدوهم في الجنّة لم يشكّوا في مصيرهم إلى النار؟ فما يصنع بالنعيم من يعلم أنّ حميمه في النار يعذّب؟
قال عليهالسلام : إنّ أهل العلم قالوا : إنّهم ينسون ذكرهم ، وقال بعضهم : انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنّة والنار في أصحاب الأعراف» (١). الخبر.
١٣ ـ ما عن تفسير الإمام العسكري عليهالسلام :
«إنّ في الجنّة طيورا كالبخاتي ، عليها من أنواع المواشي ، تصير ما بين سماء الجنّة وأرضها ، فإذا تمنّى مؤمن محبّ النبي وآله عليهمالسلام الأكل من شيء منها وقع ذلك بعينه بين يديه ، فتناثر ريشه وانشوى وانطبخ ، فأكل من جانب منه قديدا ومن جانب منه مشويا بلا نار ، فإذا قضى شهوته ونهمته قال : الحمد للّه ربّ العالمين عادت كما كانت فطارت في الهواء ، وفخرت على سائر طيور الجنّة تقول : من مثلي وقد أكل منّي وليّ اللّه عن أمر اللّه؟» (٢).
١٤ ـ حديث عبداللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله :
«لمّا اُسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل عليهالسلام : قد أمرت الجنّة والنار
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص١٣٦ ب٢٣ ح٤٨).
(٢) بحار الأنوار : (ج١٨ ص١٤١ ب٢٣ ح٥٨).