صاحبيه إليه. والغرض في التسيير معلوم فعرض أحمد متاعه على الحجاب وطلب الثمن عن كل ثوب كل مشتراه عليه عشرة دنانير إلى عشرين دينارا ثلاثة بواليش (١). فغضب لذلك جنگيزخان وقال : هذا الغافل كأنه يظن أننا ما رأينا ثيابا قط وأمر الخازن فأراه من الأقمشة التي اهداها إليه ملوك الخطا أشياء نفيسة وتقدم أن يكتب ما معه وأنهبه لمن حضر من الحاشية واعتقل أحمد ، إلا أن تمنع هذا وطلبه ثمنا غاليا مغزاه معلوم أيضا إذ الغرض ليس بيع السلعة والربح بها والعودة بسرعة وطلب موظف جنگيز أو خازنه صاحبيه فعرضا عليه متاعهما برمته وقالوا : هذا كله إنما أتينا به لنقدمه خدمة للخان لا لنبيعه عليه ، فألحوا عليهما أن يثمناه فلم يفعلا. فأمر جنگيزخان أن يعطيا لكل ثوب مذهب باليش من ذهب ولكل كرباسين باليش من فضة. وعوض لأحمد أيضا مثل ما اعطاهما ... ومن مجرى هذه الوقعة يفهم أنهم لم يتمكنوا من
__________________
(١) ضبطه ابن بطوطة في رحلته «تحفة النظار ج ٢ ص ١٥٥» بالشت والصحيح أنه بالش أو باليش بإشباع الحركة الحرفية وهو بمعنى الدينار عندنا. قال وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم ... وإنما بيعهم وشراؤهم بقطع كاغد كل قطعة منها بقدر الكف مطبوعة بطابع السلطان وتسمى الخمس والعشرون قطعة منها بالشت ... وإذا تمزقت تلك الكواغد في يد إنسان حملها إلى دار كدار السكة عندنا فأخذ عوضها جددا ودفع تلك ولا يعطي على ذلك أجرة ولا سواها لأن الذين يتولون عملها لهم الارزاق الجارية من قبل السلطان وقد وكل بتلك الدار أمير من كبار الأمراء. وإذا مضى الإنسان إلى السوق بدرهم فضة أو دينار يريد شراء شيء لم يؤخذ منه ولا يلتفت عليه حتى يصرفه بالبالشت ويشتري به ما أراد. وهي عين ما هو معروف عندنا اليوم «بالأوراق النقدية» أو «العملة الورقية» وكانت قبل مدة يقال لها «بانقنوط» إذا كانت تحت ضمان مصرف «بانق» وتسمى «أوراق نقدية» إذا كانت غير مضمونة من مصرف والظاهر أن نقود المغول تختلف قيمة عن بواليش الصين كما يفهم من مجرى الكلام ومن قول صاحب لغة جغطاي وهو الشيخ سليمان افندي اوزبكي البخاري قال : وفي لغة المغول أن الباليش نقد ذهبي بقيمة ألفي دينار وفضي بقيمة مائتي دينار ص ٧٢.