إلى جنگيزخان يحركه عليه ...» ا ه (١).
وفي الفخري : «كان كل أحد من أرباب المناصب يخافه ـ الناصر ويحاذره بحيث كأنه يطلع عليه في داره ، وكثرت جواسيسه وأصحاب أخباره عند السلاطين وفي أطراف البلاد وله في مثل هذه قصص غريبة ...» ا ه (٢) مما لا يسع المقام إيراده ...
وعلى كل حال إن السلطان محمد أمر بقتل السفراء والتجار ووجد أن مطالعة أميره ملحوظة وواردة فحاذر أن يختبروا المسالك والطرق ويعرفوا الوضع السياسي والعسكري فأوقع فيهم غايرخان. ويؤيد هذا الحكاية التالية :
قال ابن الأثير (٣) : فلما قتل نائب خوارزمشاه (أميره غايرخان المذكور) أصحاب جنگيزخان أرسل جواسيس إلى جنگيزخان لينظر ما هو وكم مقدار ما معه من اليزك (٤) وما يريد أن يعمل فمضى الجواسيس وسلكوا المفازة والجبال التي على طريقهم حتى وصلوا إليه. فعادوا بعد مدة طويلة وأخبروه بكثرة عددهم وأنهم يخرجون عن الإحصاء وأنهم من أصبر خلق الله على القتال لا يعرفون هزيمة وأنهم يعملون ما يحتاجون إليه من السلاح بأيديهم. ومثل هذا جاء في تحفة النظار قال : «لما سمع عامل اطرار (أو ترار) بحركة جنگيزخان بعث الجواسيس ليأتوه خبره فذكر أن أحدهم دخل محلة بعض امراء جنگيز في صورة سائل فلم يجد من يطعمه ونزل إلى جانب رجل منهم فلم ير عنده زادا ولا اطعمه شيئا فلما أمسى أخرج مصرانا يابسة عنده فبلها بالماء وقصد فرسه وملأها
__________________
(١) طبقات السبكي ج ١ ص ١٧٦.
(٢) «ص ٢٨٧ الفخري».
(٣) «ص ١٣٩ ج ١٢ ابن الأثير.
(٤) الجيش.