الدين الخلافة على ابن أخيه ولا على غيره من أهله.
وفي سنة ٦٠٠ ه ١٢٠٤ م كان بين شهاب الدين ملك الغورية وبين خوارزمشاه محمد قتال انتصر فيه ملك الغورية واستنجد خوارزمشاه بالخطا فساروا وتحاربوا مع شهاب الدين فهزموه ثم عاد ووصل إلى غزنة وتراجعت الأمور إليه على ما كانت عليه. وفي أول ليلة من شعبان سنة ٦٠٢ ه ١٢٠٦ م قتل شهاب الدين أبو المظفر محمد بن سام بن الحسين الغوري ملك غزنة وبعض خراسان ، قيل أنه قتله الإسماعيلية. وكان شجاعا كثير الغزو عادلا في الرعية. وكان الإمام فخر الدين الرازي يعظه في داره.
ولما قتل كان صاحب باميان بهاء الدين سام بن شمس الدين محمد بن مسعود عم غياث الدين المذكور ، فسار بهاء الدين ليمتلك غزنة ومعه ولداه علاء الدين وجلال الدين ، فأدركت بهاء الدين الوفاة قبل أن يصل إلى غزنة وعهد بالملك إلى ابنه علاء الدين محمد فوصل غزنة ودخلها هو وأخوه وتملكها. وكان تاج الدين يلدوز مملوك غياث الدين ملك الغورية كبير الدولة وكانت كرمان اقطاعه ومرجع الأتراك إليه ، فسار هذا على غزنة ومن ثم انسحب علاء الدين وجلال الدين ولدا بهاء الدين إلى باميان وجمعا عليه العساكر فكانت النتيجة أن انتصرا عليه ، فاستقر علاء الدين في غزنة وذهب أخوه جلال الدين إلى باميان ، ثم إنه لم تستقر الأحوال ودام النضال بينهما حتى انتصر يلدوز فألقى القبض عليهما وعلى هندوخان ابن أخي ملك خوارزم المار الذكر فحبسهم ، ثم ظهر غياث الدين محمود بعد قتل عمه في (بست) فسار إلى فيروزكوه وتملكها وجلس في دست أبيه وتلقب بألقابه وقد حاول استمالة يلدوز مملوك أبيه فلم ينجح والحاصل كانت مملكة الغورية في اضطراب بالغ أشده.