قالوا لهم كل ما هو للسلطان عندكم من ذخيرة وغيرها أخرجوه إلينا وساعدونا على قتال من بالقلعة ، وأظهروا عندهم العدل وحسن السيرة ودخل جنگيزخان بنفسه وأحاط بالقلعة ونادى في البلد أن لا يتخلف أحد ومن تخلف قتل فحضروا جميعهم فأمرهم بطمّ الخندق فطموه بالأخشاب والتراب وغير ذلك ... ثم تابعوا الزحف إلى القلعة وبها نحو اربعمائة فارس من المسلمين فبذلوا جهدهم ، ومنعوا القلعة اثني عشر يوما يقاتلون التتر وأهل البلد ، فقتل بعضهم ولم يزالوا كذلك حتى زحفوا إليهم ووصل النقابون إلى سور القلعة ، فنقبوه واشتد حينئذ القتال ، ومن بها من المسلمين يرمون بكل ما يجدون من حجارة ونار وسهام ، ثم باكروهم في اليوم التالي فجدوا في القتال ، وقد تعب من بالقلعة وجاءهم ما لا قبل لهم به فقهروا ودخل التتر القلعة وقاتلهم المسلمون. الذين فيها حتى قتلوا عن آخرهم ...
فلما فرغ جنگيزخان من القلعة أمر أن يكتب له رؤوس البلد ورؤساؤهم ففعلوا ذلك فلما عرضوا عليه أمر بإحضارهم فحضروا فقال أريد منكم (النقرة) التي باعكم خوارزمشاه فإنها لي ومن اصحابي أخذت وهي عندكم فأحضر كل من كان عنده شيء منها بين يديه ، ثم أمرهم بالخروج من البلد فخرجوا مجردين من أموالهم ليس مع أحد منهم غير ثيابه التي عليه ، ودخل الكفار البلد فنهبوه وقتلوا من وجدوا فيه وأحاط بالمسلمين فأمر اصحابه أن يقتسموهم فاقتسموهم وكان يوما عظيما من كثرة البكاء من الرجال والنساء والولدان وتفرقوا أيدي سبا وتمزقوا كل ممزق واقتسموا النساء أيضا وأصبحت بخارى خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس وارتكبوا من النساء العظيم ، والناس ينظرون ويبكون ولا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم شيئا مما نزل بهم فمنهم من لم يرض بذلك واختار الموت على ذلك فقاتل حتى قتل ، وممن اختار ذلك الإمام ركن الدين إمام زاده وولده والقاضي صدر الدين خان ومن استسلم أخذ