فأذن جنگيزخان لهما بالعودة ولكنهما طلبا أن يعفو عنهم فلطف بهم وأعطاهم طرخانا (١). ومن هناك توجه إلى سمرقند ومنها ذهب إلى صحراء قبچاق. هناك أمر أن يجروا الصيد. وبعدها عاد لوطنه ونصح أولاده وأوصاهم ببعض الوصايا في ادارة الممالك وكيفية المحاربة وبأي صورة يعامل الناس وما ماثل ...».
ومن وصاياه : لا يؤذ بعضكم بعضا على أمور الدنيا فإذا شعر بعضكم بألم من الآخر فليسارع لإزالته حالا لتكونوا بمأمن من شرور الأعداء ، اجعلوا اوكتاي ملكا بعدي ، أطيعوه وكونوا دائما في جانبه ، اقتلوا شيدورقو وكافة من معه قبل أن يعلم بوفاتي (وهذا كان قد عصى ثم طلب الأمان وهو والي تنغوت) ، ثم أعلنوا وفاتي للناس.
هذا مجمل وصاياه وعقائده.
وإن أقواله وقوانينه والتقاليد التي وضعها تبين بوجه الإجمال إدارته زيادة على ما مرّ من أعماله وتدابيره وهي :
١ ـ أنه قسّم جيشه إلى أقسام كل قسم عشرة آلاف نسمة سماه (تومانا) وهو (٢) المعروف عندنا اليوم (بالفرقة) وجعل عليه قائدا يقال له (نويان) أو (نوين) وهو (آمر الفرقة) ثم قسم هذا فجعل لكل ألف منه قائدا يقال له بيكباش أو ما يسمى عندنا (آمر فوج) وقسم هؤلاء إلى مئات جعل قائدا على كل مائة يدعى يوزباش وعندنا (آمر السرية). فرّقه إلى عشرات فجعل على كل عشرة مقدما (أو نباشي) يسمى عندنا (آمر حضيرة) كما أنه اعتبر على الخمسين مقدما يدعى عندنا (آمر فصيل) ،
__________________
(١) الترخان ، أو طرخان بمعنى العفو العام أو العفو عن بعض التكاليف ، وإعطاء الامتيازات الخاصة ، ويطلق على المعفو عن التكاليف الأميرية ... ر : «لغة جغطاي ص ١٠٨» ، مر الكلام عليه فيما سبق.
(٢) بمعنى عشرة آلاف ، وتطلق على اللواء أيضا. وعند العجم يراد به نقد معروف.