وفي سنة ٦٣٥ غزا التاتار العراق ووصلوا إلى تخوم بغداد إلى موضع يسمى زنكاباد وفي ابن الفوطي إلى دقوقا ، وإلى سر من رأى فخرج إليهم مجاهد الدين الدويدار وشرف الدين اقبال الشرابي في عساكرهما فلقوا المغول وهزموهم وخافوا من عودهم فنصبوا المنجنيقات على سور بغداد (١).
وفي آخر هذه السنة عاد التاتار إلى بلد بغداد ووصلوا إلى خانقين فلقيهم جيش بغداد فانكسر جيش الخليفة وعادوا منهزمين إلى بغداد بعد أن قتل منهم خلق كثير وغنم المغول غنيمة عظيمة وعادوا. وكانت هذه الوقعة في ٣ ذي القعدة. وقد اضطرب أمر بغداد بسببها (٢).
ويلاحظ أن المغول في حروبهم إذا أصابتهم نكبة لا يفتر عزمهم ولا تقلل من مقدرتهم وإنما يراعون الدواعي ويتخذون التدابير لإعادة الكرة ... وهذا من العقل بمكانة ، كما أن التزام الحكومة العراقية بالجيش وبذل المصاريف وايجاد الشغب والاطلاع على الحالة وجسّ النبض ... مما يعرف بحقيقة الوضع ، فالقوم ليسوا غزاة طالبين الاستفادة المؤقتة وإنما هم عارفون ومنتهجون خطة سليمة للفتح واتخذوا الارهاب والقسوة وسائل لتأمينها والقضاء على الشعب والحكومة معا ...
وبعد هذا التاريخ جرت للمغول حروب عظمى سواء في الاناضول أو الكرج والأرمن وأذربيجان وكانوا المنتصرين فنهبوا وسلبوا وقتلوا ... ثم مضوا فلم يسلم منهم المسلمون ولا النصارى فقد عم أذاهم الطوائف جميعها ...
__________________
(١) ابن الفوطي سنة ٦٣٥ ه.
(٢) الفوطي سنة ٦٣٥ ه وابن العبري.