وسقسين وبلغار. وجماعة أخرى ذهبت إلى التبت وقصد هو بنفسه بلاد الخطا وذلك في ربيع الأول ٦٢٧ ه ١٢٣٠ م فكانت الحروب سجالا بين الطرفين وبالنتيجة أكمل فتحها وفي هذه الأثناء توفي تولى خان لمرض أصابه في حين أنهم كانوا مسرورين بفتح بلاد الخطا وكان أحب الإخوة إلى قاآن فاغتمّ لذلك كثيرا. وأمر أن تتولى زوجته سرقوتني بيكي (بنت أخي اونك خان هي سورقوقتي) تدبير عسكره وكان لها من الأولاد أربعة بنين أحدهم منگو قاآن والآخر هلاكو فأحسنت تربيتهم وإدارة أصحابه. وكانت تدين بالنصرانية.
وبعد قليل مات أيضا الأخ الكبير وهو توشي (دوشي) وخلف سبعة بنين كان أحدهم باتو تسلم بأمر القاآن البلاد الشمالية وهي بلاد الصقالبة واللان والروس والبلغار وجعل مخيمه على نهر أتل وغزا هذه النواحي فانتصر انتصارات باهرة ... ونالته في الأخير مغلوبية فاحشة ولكن لم تفلّ من غرب المغول ولا فترت من عزمهم وفي سنة ٦٣٣ ه ١٢٣٦ م غزا التاتار بلد أربل وعبروا إلى بلد نينوى ونزلوا على ساقية ترجله (لفظها ابن العبري ترجلي) وكرمليس فهرب أهل كرمليس ودخلوا بيعتها. وكان لها بابان فدخلها المغول وقعد أميران منهم كل واحد على باب وأذنوا للناس في الخروج عن البيعة فمن خرج من أحد بابيها قتلوه ومن خرج من الباب الآخر اطلقه الأمير الذي على ذلك الباب وأبقاه فتعجب الناس لذلك (١).
وفي سنة ٦٣٤ ه ١٢٣٧ م في شهر شوال غزا التاتار بلد أربل وهرب أهل المدينة إلى قلعتها فحاصروها أربعين يوما. ثم أعطوا مالا فرحلوا عنها في ٦ ذي الحجة لأنهم سمعوا أن قد جاء المدد من بغداد (٢).
__________________
(١) في ابن الفوطي في حوادث هذه السنة بعض التفصيل من جهة وابن العبري ص ٤٣٦.
(٢) ابن الفوطي سنة ٦٣٤ ه وابن العبري ص ٤٣٧.