اغول وأخيه بغاتيمور وعمهم الجتاي الكبير والأمراء المعتبرين من أردو جنگيزخان. وفي اليوم التاسع من ربيع الآخر كشفوا رؤوسهم ورموا مناطقهم على اكتافهم ورفعوا مانگو على سرير المملكة وسموه مانگو قاآن وجثوا على ركبهم تسع مرات. وكان له حينئذ سبعة من الإخوة منهم قبلاي وهلاكو ... فترتبوا جالسين على يمينه والخواتين على يساره وأقاموا الاحتفال والمهرجان لمدة سبعة أيام.
وحينئذ نظم مانگو قاآن أمور حكومته وأرسل بعض الجيوش إلى الثغور وصار يرعى شؤون البلاد التي تحت سلطته ويقضي حاجات اتباعه وأعوانه من قريبين وبعيدين.
وأول فكرة عرضت له بعد أن تمت مراسم جلوسه وانفضاض المهنئين الذين جاؤوه للتبريك أن أرسل بايجو نويان مع جيش جرار لمحافظة ايران. وهذا حينما وصل إلى محل مأموريته بعث رسولا إلى الخليفة يعرض فيه شكواه من الملاحدة وحينئذ قدم إليه قاضي القضاة شمس الدين القزويني طاعته والمثول بين يديه. وكان القاضي لابسا درعا. وبين إلى بايجو نويان أنه يخشى من الملاحدة أن يظفروا به ويقتلوه. ولذا لبس الدرع. ثم أخذ يظهر تألمه من تغلب هؤلاء الملاحدة. وأن هذا القاضي طلب أن تعرض شكواه إلى القاآن (١).
وفي سنة ٦٥٠ ه ١٢٥٢ م توجهت قاميش (اغول غانميش) وجماعتها في عساكرهم نحو فيلق مونگو قاآن (مانگو). وكان المقدم على جيوشهم سيرامون ونافوا. ولما قربوا اتفق أن رجلا من اردو مانگو قاآن من الذين يربون السباع لأولاد الملك هرب منه أسده فخرج في طلبه متحريا عنه في الجبال والصحاري فاجتاز بطرف من عسكر سيرامون فوجد صبيا منهم قد انكسرت عجلته وهو جالس عندها فلما رأى
__________________
(١) الجامع الرشيدي.