والخطة التي مشوا بمقتضاها لفتح العالم.
وذلك أنه بعد أن نضج هذا الفكر وتم التدبير جهز أحد إخوته وهو قبلاي قاآن بجيش إلى ممالك خيتاي وماچين وقراجائك وتنكقوت وتبت وجورجه وسولنقا وكولى وبعض اقاليم الهند التي تتصل بخيتاي وماچين.
ومن ثم انقطعت عنا أخبار الحكومة الأصلية إلا قليلا فصرنا لا ننظر إلا إلى وقائع هذا القائد والفاتح العظيم (هلاكو) خان فإنه انفصل رويدا رويدا عن أصل حكومته التي أسسها جنگيزخان. ولذا نرى البعض يزعم أنه الملك المطلق والخان الأعظم (١).
ففي سنة ٦٥١ ه ١٢٥٣ م توجه هلاكوخان (٢) من نواحي قراقروم إلى الأقطار الغربية وسير معه منگو قاآن خمس الجيوش وصحبه أخوه الصغير سنتاي أوغول ، ومن جانب باتو يلغاي ابن سبقان وقورنار اوغول وقولى (ويروى بلغاي عوض يلغاي وتولا عوض قولى) في عساكر باتو ، ومن قبل جغتاي تكودار (ويروى توكدار) اوغول ابن بوخي اغول ، ومن جانب جيجكان بيكي بوقا تيمور في عسكر الاويرات ، ومن ناحية الخطا ألف بيت من صناع المنجنيقات وأصحاب الحيل في إصلاح آلات الحرب. فكان أمير الترك كيدبوقا الباورجي ، وكان القائم مقام هلاكو بجيش منگو قاآن ولده جومغار بسبب أن أمه أكبر خواتين أبيه هلاكو.
ومن الأمراء الذين رافقوا هلاكو خان : دوقوز خاتون وهي أعظم الخواتين. واولجاي خاتون ، والابنان الكبيران : آباقا ، ويشموت [وما ورد في العبري من أنه يسمون فغير صحيح].
فالقاآن كان أمره أن يتوجه أولا لجهة غربي ايران ثم يذهب إلى
__________________
(١) «الجامع الرشيدي».
(٢) في ابن الفوطي اجمال عن هذا في حوادث سنة ٦٥١ ه.