في كل الأحوال ولا تزغ عن ذلك ، وأن تراعي الحيطة والرزانة وتكون يقظا متنبها في جميع الأحوال.
«ولا تكلف الرعايا بتكاليف باهظة لا يطيقونها ولا يستطيعون القيام بها ، وعليك أن ترفه عليهم ، وأن تعمر البلاد التي كنت استوليت عليها وهدمتها في حينها ، وأعد لها عمارتها ثانية.
«وعليك أن تفتح ممالك الطغاة بالقوة الإلهية لتكون الممالك المفتوحة ميدانا فسيحا للمربع والمشتى وأن تشاور في جميع القضايا دوقوز خاتون وتعقد معها مجلسا». انتهى (١).
وكان في نية منگوقاآن أن يرسل هلاكو بجيش عظيم ففعل وعززه بغيره وأمله أن يبقى في ايران بعد الاستيلاء عليها ويكون سلطانا مطلقا فيها ، ولكنه أمره ظاهرا أن يرجع إليه إذا تم له الفوز.
وبعد أن أتم وصاياه ونصائحه بهذا الوجه أكرمه ومن تبعه من الخواتين والأولاد كلّا على حدة في الذهب واللباس والخيل ما يليق بهم من وافر العطايا وأنعم على بقية الأمراء والأتباع الذين كانوا بصحبته ...
ولما وصلوا حدود تركستان استقبلهم صاحب تركستان وما وراء النهر أمير مسعود بك وأمراء تلك الأنحاء. وقاموا بخدمات جلى نحوهم وقدموا الهدايا اللائقة.
والحاصل أن هلاكوخان ذهب إلى معسكره في أواخر سنة ٦٥٠ ه ١٢٥٣ م في ذي الحجة وفي ذي الحجة من سنة ٦٥١ ه ١٢٥٤ م توجه لغربي ايران. فكانوا أثناء ذهابهم يسهلون الطرق والمعابر للمرور وينشئون الجسور على الانهار وكل واحد من الأمراء والأولاد يدبر الجيش الذي
__________________
(١) الجامع الرشيدي.