والحاصل أدعوك أن ترجع إلى خراسان! وإلا فإن جيشنا كبير يحجب غبار خيله نور الشمس». انتهى.
وأرسل معهم بعض الهدايا والتحف كما تقدم.
ولما صار رسل هلاكو خارج بغداد كانت الصحراء مملوءة من عوام الناس وأخذوا يسبون الرسل ويظهرون السفه. وكانوا يأخذون بأثواب الرسل ويمزقونها ويشتمونهم ويتفوهون بما يؤذونهم به ... فلما علم الوزير بذلك أرسل من يفرقون هؤلاء السفهاء عنهم.
وحينما وصل الرسل إلى هلاكو عرضوا عليه ما شاهدوه وما نالهم فغضب هلاكو وقال :
تبين أن الخليفة ليس له كفاءة. فإذا ساعدني الله وأمدني بمدد منه فسأقوم معوجّه!!.
ثم وصل رسل الخليفة إلى هلاكو عقيب ذلك وهم ابن الجوزي المذكور وبدر الدين وزنكي وبلغوا الرسالة فغضب هلاكو من كلمات الخليفة وقال في نفسه :
يظهر أن الله يريد السوء بهؤلاء القوم!
وأذن هلاكو بانصراف رسل الخليفة وقال لهم :
إن الخالق القديم منذ نشر لواء جنگيز وهبنا وجه الأرض من الشرق إلى الغرب فكل من كان مخلصا لنا حفظ ماله وأهله وأولاده ونجا من مخالب الموت ومن خالفنا فليس له أمان ولا أمن.
وأخذ يعاتب الخليفة وكتب له :
إن حب الجاه والمال والغرور قد أثر ببصيرتك بحيث لم تسمع نصائح المصلحين ومريدي الخير ولم تعد تسمع أذناك كلام المشفقين فانحرفت عن طريق آبائك وأجدادك فعليك أن تستعد للقتال فإني سائر