يصل إلى غرضه فابتلي بوجع البطن وقبل أن يتحقق غرضه مات من الوجع المذكور وكذا أخوه عمرو عزم على الوقيعة بالخليفة فألقى القبض عليه إسماعيل بن أحمد الساماني وسجنه وأرسله إلى بغداد ليرى جزاء ما كسبت يداه. وكذا البصاصيري (١) توجه إلى بغداد ومعه جيش لجب من مصر فوصلها وألقى القبض على الخليفة وحبسه في حديثة وأمر الناس أن يخطبوا باسم المستنصر (أحد خلفاء الإسماعيلية بمصر) (٢) وتضرب النقود باسمه. فاطلع طغرل بيك السلجوقي على ذلك وتوجه بعسكر جرار من خراسان لنصرة الخليفة فنكل به وأخرج الخليفة من الحبس وأجلسه على مقر خلافته ، وكذلك السلطان محمد السلجوقي قصد أيضا بغداد فانهزم في أثناء الطريق كما أن السلطان محمدا خوارزمشاه عزم على إبادة هذا البيت بجيش عظيم ومن أثر غضب الله نزل عليهم امطارا غزيرة وصواعق فرجع خائبا خاسئا بعد ان هلك أكثر جيوشه ورأى جزاء أعماله من جدك جنگيزخان في جزيرة (آبسكون).
لذا كان قصدكم هذا البيت ليس من مصلحتكم فاعتبر بهذا الزمان الغدار» انتهى.
فغضب هلاكو من هذه الكلمات غضبا شديدا وأرجع الرسل من حيث أتوا ، وعلى كل حال لا يرى هلاكو قيمة للبيت العباسي ولا يعرف له شأنا ، وأن الوقائع أمثال هذه كان لها عوامل وأسباب لم تقترن بنتيجة لا أن تولد اعتقادا مثل هذا خصوصا في من يعتقد أن الخلفاء كفار. فلا يصد جيش العدو إلا بمثله ولا يقارع بالبيان واللسان. فالحجة للقواضب وللعدة الكافية الكافلة ...
__________________
(١) البساسيري.
(٢) هؤلاء لا يفترقون كثيرا عن إسماعيلية خراسان المعروفين بالملاحدة ولعل بينهما فروقا لا نستطيع ادراكها. وكتاب الفرق المذكور يتكلم عن هؤلاء وكذا «سمط الحقائق» ...