يحصرونا من كل جانب ... فلو جمعنا جيشا وفتكنا بهم ليلا وعلى غفلة لاستطعنا تفريق شملهم. وإذا وقع خلاف ذلك فنكون قد أدينا الواجب في المقاومة والدفاع لآخر نفس.
فلما سمع الخليفة بذلك قال : إن رأي سليمان شاه وتدبيره مصيب فاستعرضوا الجيوش حسبما قرره ...! لأراهم وأبذل لهم ما يحتاجون.
أما الوزير فإنه يعلم أن الخليفة لا يبذل المال ولكنه لا يظهر ذلك خشية من اعدائه وقال لرئيس الاستعراض (التجهيزات) أن يجهز الجيش تدريجا ليذاع صيت تجمعهم في القريب والبعيد من الأماكن وليتشجع في البذل ولئلا يحصل فتور في قصده وإرادته.
وبعد خمسة أشهر أعلم رئيس التجهيزات الوزير بأنه جمع فرقا عظيمة وجيوشا كثيرة ، وأنهم يحتاجون إلى المال من الذهب والفضة فعرض الوزير ذلك على الخليفة فاعتذر.
وحينئذ يئس الوزير من مواعيده تماما ورضي بالقضاء ووجه عيون الانتظار إلى أبواب الاصطبار ...
وكانت العلاقة لا تزال سيئة في هذه الفترة بين الدواتدار والوزير فأخذ اراذل البلد والأوباش المشايعين للدواتدار يشيعون على أفواه الناس أن الوزير متفق مع هلاكوخان ويريد نصرته وخذلان الخليفة فأرسل الخليفة إلى هلاكوخان قليلا من التحف والهدايا مع بدر الدين وزنكي والقاضي البندنيجي وبلغهم أن يقولوا لهلاكو :
إننا مع علمنا أن هلاكو لا يقصد لنا السوء ولكنه يسأل من الواقفين على الأحوال بأن ما من ملوك وسلاطين قصدوا السلالة العباسية ودار السلام إلا كانت عاقبتهم وخيمة مع ما كان لهم من الصلابة والقوة ، لأن بناء هذا البيت محكم للغاية وسيبقى أبد الدهر ، وأن يعقوب الصفاري قصد الخليفة بجيش عظيم وتوجه إلى بغداد ولم