ولما تقدم الجيش المغولي إلى تلك النواحي أرسل القائد إلى حسام الدين يخبره أنهم متوجهون إلى بغداد ويحتاجون إلى مشورته ولم يدر أنها خدعة وحيلة للوقيعة به فعزم على الذهاب بلا تدبر ولا تفكر. فجاء إليهم فأمره القائد بأن يخرج زوجته وأسرته وأولاده وسائر متعلقاته وعساكره ... إن كان يريد النجاة وأن يعرضوا أنفسهم أمامه للإحصاء ليقرر لهم الرواتب طبق عددهم.
فلم ير بدا من الامتثال وحينئذ أخرج هؤلاء فقال له القائد إنك إن تخلص لنا وتكون في صفاء مع السلطان هلاكو خان فعليك أن تأمر اصحابك بهدم القلاع والحصون ليتحقق لنا حسن نيتك ... فأحس حسام الدين بأنهم اطلعوا على منوياته (مذكراته مع الخليفة والمكاتبات معه) فيئس من حياته وأمر الأصحاب بهدم القلاع.
وبعد أن امتثلهم فيما أمروه وأصحابه إلا ابنه أمير سعد الذي امتنع عن طاعتهم وكان متحصنا في القلعة مع اعوانه فأنذروه بالتهديد فلم يجب لذلك وقال : إنكم أناس لا وثوق بمواعيدكم ولا اعتماد عليكم. وما مواعيدكم إلا دسائس وحيل.
وبقي متواريا في الجبال والوديان ثم ذهب إلى بغداد فلقي حين قدومه إكراما من صاحب الديوان. وأقام بها إلى أن قتل في الحرب.
ثم رجع القائد كيتوبوقا نويان ثملا بخمرة النصر وجاء إلى هلاكو خان وهذا الذي أوقعوا به هو حسام الدين خليل بن بدر الكردي (١)
__________________
(١) حسام الدين خليل بن بدر الكردي ـ حسام الدين عكة :
في تواريخ عديدة نرى ذكر حسام الدين خليل بن بدر الكردي وأنه كان حاكما على درتنك (حلوان) لهذا الموضوع صلة في مبحث : درتنك : ـ حلوان ، المار الذكر. فمال إلى المغول وهكذا يعرض لنا اسم حسام الدين عكه في عين