وفي ٢٧ من الشهر المذكور نزل في كرمانشاه (١) فتطاولت أيديهم بالسلب والغارة للأطراف ...
ثم أمر هلاكو بإحضار الأمراء (الشهزادية) وسونجاق وبايجو نويان وسونتاي على وجه السرعة وأن يصلوا إليه قرب طاق كسرى ، فألقوا القبض على (ايبك الحلبي) و(سيف الدين قلج) وأتوا بهما إلى هلاكو فعفا هلاكو عن ايبك وتعهد هذا أن يعرض له الأمر على وجه الصحة.
ثم عينه هلاكوخان ضابطا ليزك المغول (٢).
وفي الحوادث الجامعة : «سار السلطان حينئذ نحو بغداد ، وأمر الأمير سوغو نجاق أن يسير بقطعة من الجيوش على اربل ، ويعبر دجلة ففعل وسار السلطان في باقي الجيوش. فلما بلغ الخليفة مسيره أمر الدويدار أن يخرج من بغداد بالعساكر فخرج ونزل قريبا من بعقوبا. فلما بلغه وصول سوغو نجاق وابيجو عبر دجلة ونزل حيال حربى ، وأرسل أميرا يعرف بايبك الحلبي في مقدمته فمضى واتصل ببايجو وأقبل بين يدي العسكر يعرفهم الطرق ويهديهم.» ا ه (٣).
ثم أنعم هلاكو على الأمراء وأمرهم أن يعبروا دجلة ويتوجهوا نحو غربي بغداد. وكانت لهم عادة أن يحرقوا الصوف الذي في كتف الأغنام فأحرقوه وعبروا دجلة وتوجهوا نحو غربي بغداد.
وكانت جيوش بغداد معسكرة في تلك الجهة تحت قيادة قراسنقور القبجاقي ولما كان سلطان جوق (٤) من الخوارزميين بمعية المغول (في
__________________
(١) تلفظ عند الإيرانيين كرمان شاهان والعرب يقولون قرمسين واليوم شائعة «كرمنشاه» على لسان العموم.
(٢) جامع التواريخ.
(٣) ابن الفوطي حوادث سنة ٦٥٥ ه.
(٤) وفي موطن آخر ورد بلفظ «سلطان جون».