فسلم عليه الشرابي بالخلافة وأجلسه على سرير الخلافة وكان والده مسجّى ، وكتم الأمر إلى ليلة السبت ١١ من الشهر المذكور ، ثم استدعى الوزير ابن الناقد فحضر في محفة لعجزه عن المشي وأحضر أستاذ الدار ثم حضر عمه أبو الفتوح حبيب وجماعة من بيت الخلافة ومن أولاد الخلفاء فبايعوه ثم بايعه الوزير وأستاذ الدار ثم تقدم بتعيين الأمراء لحراسة البلد.
أصبح الناس يوم السبت فشاهدوا أبواب دار الخلافة مغلقة وقد أمر عبد اللطيف بن عبد الوهاب الواعظ أن يشعر الناس بوفاة الخليفة المستنصر بالله وجلوس ولده المستعصم.
ثم استدعي إلى دار الوزارة المدرسون ومشايخ الربط والولاة والزعماء وأعيان الناس وفتح باب العامة فدخل منه من استدعى الدخول وعليهم ثياب العزاء فبايعوا على اختلاف طبقاتهم وتفاوت درجاتهم. وأستاذ الدار يلقن الناس لفظ البيعة.
ثم أسبلت الستارة وانفصل الناس. وكانت الحال ساكنة والناس على اشغالهم. ثم جلس في اليوم الثاني فدخل كافة الأمراء والمماليك وبايعوه. وفي اليوم الثالث كانت البيعة العامة حضرها من تخلف من الأمراء والغرباء وضروب الناس كالتجار وغيرهم ...
ثم أمر الناس بالخروج ومضى الوزير وأستاذ الدار ...
هذا ولا محل لتفصيل كل ما جرى من مراسم أبهة ، وأشكال عظمة (١) ...
ثم تقدم الخليفة بالإفراج عمن كان محبوسا بحبس الجرائم وليس في قتله حد شرعي.
__________________
(١) التفصيل في ابن الفوطي.