هو الصاحب تاج الدين أبو المكارم محمد بن نصر بن يحيى الهاشمي العلوي المدائني نائب الخليفة بإربل كان من رجال الدهر عقلا وورأيا وهيبة ... قتله هلاكو في ربيع الآخر (١) ...
ثم إن القائد ارقيو نويان حاصر قلعة إربل مدة فلم ينقادوا له بل بقوا في الحصار. فاستعان عليهم بالسلطان بدر الدين لؤلؤ ليرسل جيشا إليه فأرسل. وإن سكان أهل القلعة نزلوا ليلا وباغتوا المغول وقتلوا منهم خلقا كثيرا وأحرقوا منجنيقاتهم ثم رجعوا إلى المدينة مقرهم.
فعجز القائد ارقيو نويان من مقاومتهم الشديدة ودعا إليه بدر الدين لؤلؤ واستشاره فقال له بدر الدين لؤلؤ :
التدبير هو أن تترك مهمة الفتح إلى موسم آخر. لأن الأكراد عاجزون عن الحروب ويملون منها. وفي زمن المعركة يفرون إلى الجبال حيث إن هذا الموسم طيب الهواء. ولهم ذخائر كثيرة ومؤن كافية ، والقلعة في غاية الإحكام ... ولذا يتعذر فتحها إلا بالحيلة.
ثم إن القائد المذكور فوض مهمة فتح القلعة ـ مدينة إربل ـ إلى السلطان بدر الدين لؤلؤ وهذا قد هدم سور القلعة. وبهذه الوسيلة والتدبير استولى على المدينة.
وعلى كل تسلط العدو علينا بتدبير منا وحيل احتلناها لمصلحته ، فالكل عاونوه وساعدوه بأمور لا تخطر على بال ...
وكانت إربل لزين الدين علي المعروف بكوچك من التركمان ملك إربل وبلادا كثيرة في تلك النواحي وفرقها على أولاد أتابك قطب الدين ابن مودود بن زنكي صاحب الموصل ولم يبق له سوى إربل وانقطع بها إلى أن توفي ليلة الأحد ١١ ذي القعدة سنة ٥٦٣ فولي بعده ولده مظفر
__________________
(١) ابن الفوطي والشذرات ج ٥ ص ٢٨٤.