المستنصر بالله ـ العراق :
في رجب بويع بمصر المستنصر بالله أحمد بن الظاهر محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود وفوض الأمور إلى الملك الظاهر بيبرس ثم قدما دمشق ثم سار المستنصر ليأخذ بغداد ويقيم بها وكان في آخر العام مصاف بينه وبين التتار الذين بالعراق فعدم المستنصر في الوقعة وانهزم الحاكم قبجا. والمستنصر هذا كان محبوسا ببغداد حبسه التتار فلما اطلقوه التجأ لعرب العراق فأحضروه إلى مصر وبايعوه ، وكان شديد القوى عنده شجاعة وإقدام (١).
كان محبوسا ببغداد ، فلما أخذت التتار بغداد أطلق فهرب وصار إلى عرب العراق اختبأ في قبيلة طيّىء فأوصله أميرها عيسى بن مهنا إلى ملك مصر الظاهر بيبرس (٢) وفد عليه ومعه عشرة من بني مهارش ، وشهد الأمير عيسى وقومه أنه من نسل العباسيين فبويع له بالخلافة في رجب سنة ٦٥٩ ه ولقب بالمستنصر بالله وجرت له البيعة واحتفل به احتفالا باهرا قال الذهبي ولم يل الخلافة أحد بعد ابن أخيه إلا هذا والمقتفي ، ونقش اسمه على السكة ، وخطب له ...
إن المستنصر هذا عزم على التوجه إلى العراق فخرج معه السلطان يشيعه إلى أن دخلوا دمشق فجهز السلطان الخليفة وأولاد صاحب الموصل وغرم عليه وعليهم من الذهب ألف ألف دينار وستة وستين ألف درهم فسار الخليفة ومعه ملوك الشرق ، وصاحب الموصل ، وصاحب سنجار والجزيرة ... ففتح المستنصر حديثة ، ثم هيت فجاءه عسكر من التتار فتصافوا له فقتل من المسلمين جماعة وعدم الخليفة المستنصر فقيل قتل وهو الظاهر ، وقيل سلم وهرب فأضمرته البلاد وذلك في الثالث من
__________________
(١) الشذرات ج ٥.
(٢) تسلطن الظاهر بيبرس في ١٣ ذي القعدة سنة ٦٢٨ ه.