والهدايا فأنعم عليه وأعاده وقال له نحن طلبنا أباك وحيث لم يحضر نحن نسير إليه ، فلما بلغه ذلك حار في أمره وسار بأهله وأولاده إلى الكرك.
ثم إن السلطان هلاكو خان أمر بعمل ثلاثة جسور على الفرات وسار بجيوش لا تحصى فعبروا ، وتوجه إلى حلب فحصروها وقاتلوا من بها وفتحوها في ٥ صفر ، ثم ملك الشام جميعها عنوة وصلحا لمن سأله الأمان. ثم إن السلطان أحكم ثغور الشام وترك هناك جيشا عليه الأمير كتبغا ورحل عنها فترك على ماردين صاحبها نجم الدين غازي فأرسل إليه ولده قرا أرسلان الملقب بالملك المظفر فأنعم السلطان عليه وأمره أن يحسن لأبيه الطاعة فلما عاد إليه وأبلغه الطاعة اعتقله خوفا منه أن يقبض عليه فدام حصار ماردين ووقع فيها وباء كاد يفني من بها فمات صاحبها نجم الدين غازي فخرج ابنه الملك المظفر من الحبس ونزل إلى عبودية السلطان فخلع عليه وأعاده ثم رحل قاصدا مقرّ ملكه.
وأما كتبغا فإنه نزل على الكرك واستنزل الملك الناصر بأمان وسيره إلى عبودية السلطان فأكرمه ووعده أنه إذا ملك مصر أعاده إلى الشام.
وفي سنة ٦٥٩ سار الملك المظفر قطز صاحب مصر إلى الشام لما عرف أن السلطان هلاكوخان قد عاد إلى بلاده فخرج إليه الأمير كتبغا ومن معه من العساكر والتقوا واقتتلوا عند (عين جالوت) فقتل كتبغا وعدة من أولاده وجمع كثير من عسكره وانهزم الباقون وتعد هذه الوقعة من الانتصارات المهمة ومن أكبر العوامل لصد التتار عن التقدم ... وفرح بها المسلمون وكانوا يظنون أن لن تكسر راية للمغول. ومن العوامل الأخرى التي صدت تيار المغول الخلاف بين هلاكو وابن عمه بركة (بركاي) فإنه مما فلّ من قوتهم وشغلهم ... ثم إنه دخل الملك