مؤلفه ابتداء ... والظاهر أنه أجزاء من مجموع لا يعرف مقداره ، وقد كتب مؤرخون ذيولا على مؤلفات عراقية في التاريخ ، أو دوّنوا رأسا ...
فالنسبة فرض وتخمين ولا نجد دليلا يدعمها ... وصاحب الشذرات يقول باستمراره بتدوين الحوادث إلى أن مات وفي هذا المبدأ والمنتهى غير معلومين.
وعلى كل إن الكتاب يشير إلى أن مؤلفه من رجال عصر تال لهذا العصر. ولذا نراه لا يتأثر بالحوادث وإنما لخص ما وجد ، ونقل ما سمع ، وكتب ما عرف ... أما وجود مقاربة في اللفظ فإنه يدل على أن المؤلف اعتمد على كتب ابن الفوطي ولا يبعد أن يكون أخذ العبارة بعينها ، وعول على النص الحرفي ولم يشأ أن يتصرف ... هذا في حين أننا نعلم أن ابن الفوطي ذو علاقة بحوادث بغداد ، وبالطوسي وبابن الساعي ... فلم يصرح بشيء عن أمثال ذلك ، ولا بما ذكر عن آل الفوطي ممن له معهم قرابة ، أو صلة نسبية مما لا يصح تجرده عنه ... أو إغفال علاقته ... فهو أشبه بمخابر جريدة أو سائح جاءنا من بلاد نائية يقص ما رأى ، ويصور ما شاهد بكل ما أوتي من بيان وسعة علم وقدرة ... ذلك مما يبرهن على أن المترجم لم يكن من أهل هذا العصر وإنما هو من أهل العصور التالية وقد راجع الكثير من المؤلفات التاريخية وأن لم يصرح بالنقل ... هذا ولم نعدم مؤرخين كثيرين كتبوا بعده فاغتالت يد الزمان اشلاء من بعض تآليفهم فأبقته أثرا مهشما من أطرافه ، ينبىء عن مقدرة ، وإتقان صناعة ، وينم عن مواهب عالية ، وحسن اختيار ...
أماط اللثام عن محيا حوادث نحن في حاجة لبسط القول عنها خصوصا القسم التالي لحوادث هلاكو ومن وليه ... فهو متمم لحوادث ابن الأثير ويبتدىء تقريبا من حيث انتهى ويقف عند السبعمائة فهو خير أثر ...