الغربية للقضاء على الإسلامية ... فخذل المغول في الوقائع السالفة فصارت من البواعث الرئيسية لتوقفهم ، وحبوط مساعيهم في تحقيق امانيهم ... خصوصا كانت الإسلامية قد تجدد نشاطها بإسلام مملكة القبجاق على يد بركةخان رأس حكومتها وهناك سبب آخر وهو أن امراء ايران كان لهم النفوذ الكبير لمنع توسيع سلطة الأرمن وتوقيف نفوذهم عند حده ... وماتت (دقوز خاتون) بعد قليل أي في ٥ جمادى الثانية ٦٦٣ ه ويعزو صاحب جامع التواريخ تأثره من حادث ابن الدواتدار الصغير وما فعله في بغداد وذهابه إلى سورية هاربا من حكم المغول ... وهذا أيضا يعد سببا آخر لاضطرابه ...
وكان قد رثاه الطوسي بأبيات فارسية مبينا فيها تاريخ وفاته ... خلفه ابنه اباقاخان في ٨ جمادى الثانية من السنة المذكورة ...
والحاصل أن حكومته أشبه بالحكومات المتمدنة التي تراعي الحرية الدينية بحذافيرها ولم تتقصد النكاية بأهل نحلة أو دين ...! بل هو أوسع صدرا.
لم يحارب إلا المحارب ومهمته سياسية حربية صرفة ... وما قام به الجيش من سوء الأحوال وانتهاك الحرمات فلا يعذر من أجله والظاهر أنه كان هذا منهاجه ، أو أنه لا مندوحة له من وقوعه ولا يتيسر صده قضاء على النزعات واستئصالا لها من أساسها مما دعا أن يعد من أكبر السفاكين ... وعلى كل كان من السياسة المدنية بمكان ...
ولو كانت الحكومة العباسية طبقت الخطة السياسية الإسلامية في منتهاها كما راعتها في أولاها لما تسلطت عليها الأقوام ، ولا خشيت بطش الزائغين ، ولما ركنت إلى العصبية الحزبية التي أدت إلى الخلاف أكثر وإلى الثورات أعظم ، ولما فزعت إلى التوسل بالعنصرية ، أو المذهبية وما شاكل ...