رديء والناس منطوون على سيىء الأعمال وخبيث الأفعال ... وتكاد تضارع إدارته خطة العرب المسلمين لو لا قسوتها وفظاعتها ...
ومما ينكر عليه نهجه الديني أيضا فهو غير مسلم ، وأعماله ليست مصروفة لخير الجماعة وصلاحها ... وأنه أول كافر وطأ هذه الأرض مذ زمن عمر بن الخطاب (رض) فنفرته الأمم الإسلامية جمعاء من جراء هجومه على بغداد ونكايته بالخلفاء والقضاء عليهم وسفكه الدماء الوفيرة وسيطرته على هذه البلاد ، وجعلها منقادة له ، مما أوجب استياء كافة المسلمين في شرق البلاد وغربها ... ولا يزالون يذكرونها والحزن رفيقهم والهمّ حليفهم ...
ذلك أمر أراده الله تعالى ليعلموا أن دعوى الإسلامية وحدها لا تجديهم نفعا ما لم يسلكوا طريقها الحق ومنهجها القويم ، وأهم ما في هذا الايمان الخالص والاستقامة التامة ومراعاة العدل ولو مع من نكره ... وهذه مقومات الاجتماع ووسائل حسن الارتباط بين القوم والأمة أو الأمم قلبا وقالبا ...
وعلى كل حال إن الحوادث الجزئية المارة وغيرها مما هو معروف عنه تنبىء عن مقدرة هذا الفاتح العظيم والسياسي الخطير الذي في وسعه ادارة عالم لا أمة أو بضعة أمم بسياسة حكيمة وعقل مدبر وفكر كامل ... ومن أهم ما قام به ضدنا أنه أضاع مزايا العراق باتخاذه عاصمة الملك في موطن بعيد عن العراق ... مما قلل من مكانته ...
وجعله مملكة أصغر شأنا من غيرها ...
ومهما يكن الأمر فهو ليس فاتحا فحسب وإنما هو سياسي خطير ولا تزال الأمم ترى الصعوبات الجمة في تطبيق خطته لأنها لا تزال تمشي بمقتضى الحزبية (هذا من شيعته وهذا من عدوه) ولكنها تتضاءل أمام عظمة الإسلامية واعتدال دمها مع كافة الأقوام بنهجها القويم الأقوم والعام الشامل ...