نقل من يوجد له قبر :
في هذه السنة رأى الناس في الليلة التاسعة من شهر رمضان بظاهر بغداد نورا متصلا بالسماء وفي صبحها قال بعضهم إنه رأى قبرا فيه أحد أولاد الحسن بمحلة الهروية فانهال الناس لزيارته ثم شرعوا في عمارته وتواترت بعد ذلك أخبار العوام يرون المنامات وكثرة الظواهر وتحدثوا بقيام الزمنى والمرضى وفتح أعين الأضراء ونقل قوم عن قوم أشياء لا أصل لها غير أهوية العوام وبطل الناس من معايشهم وأشغالهم بسبب ذلك فتقدم صاحب الديوان بنقل كل من يوجد له قبر إلى مشهد موسى ابن جعفر عليه السّلام ففعلوا ذلك وسكن العوام.
دعوى :
ثم حضر بعض من يدعي أنه علوي وزعم أنه رأى في منامه ما يدل على ظهور قبر بعض أولاد الائمة عليهم السّلام بتل الزبيبة فانهرع العالم إليه فلما كشفوا التراب عنه وجدوا صبيا مقتولا وعليه قميص وفي جيبه كعاب كان يلعب بها فعرفه بعض الناس وقال هذا ولدي وإني فقدته منذ أيام وذكر فيه علامات فلما لمح بان صدقه ووجدوا عند رأسه صخرة عليها مكتوب هذا قبر عمر بن عبد الله فلما أخبر صاحب الديوان بذلك عزم على قتل العلوي الذي اخبر به فسأله أكابر الناس الصفح عنه فأجابهم إلى ذلك وافتضح المشار إليه بين العالم وعرفوا قلة دينه وفساد عقله.
وهذه نقلها صاحب (غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة عن الغبار) بشكل آخر قال «ظهر ببغداد سنة ٦٧٥ ه بتل الزبيبة وهي محلة من محال مدينة السلام قبر زعم جماعة أنه قبر عبد الله الباهر ... وبنوا عليه الأبنية الجليلة ووضعوا عليه ضريحا ... وها هو إلى اليوم من المشاهد المعتبرة وليس بصحيح ما زعموه فإن عبد الله