وأبو الغازي هذا من أسرة جنگيزخان وهو ابن عرب محمد خان الخوارزمي كتبه عام ١٠٧٤ ه ١٦٦٣ م وكان مريضا والكتّاب حوله ومنهم من يملي عليه فيكتب ، ومنهم من يراجع له المصادر وآخر يقرأ له وهكذا ومن جملة ما اعتمد عليه (جامع التواريخ) فقد كان اقتنى منه نحو عشرين أو ثلاثين نسخة ليقابل عنها الاعلام ومع هذا لم يعول على واحدة منها في ضبط الألفاظ خصوصا ما يتعلق بأسماء الجبال ، أو الأودية ، أو الأرضين ، أو اسماء الناس المغولية أو التركية فقد استنسخها عجم أو مستعجمون ممن لم يعرفوا المغولية والتركية فلو علّمنا هؤلاء لمدة عشرة أيام لا يستقيم لسانهم في التلفظ بها ، فالصعوبة كل الصعوبة عليهم في نقلها واستنساخها ... قال : إن بعض الأعلام لو لفظناها أمام أعجمي مرات لما تيسر له النطق بها ... وكان قد ذهب إلى مملكة المغول إلى قالموق ليدرس لغتهم هناك ويتلقاها من أهلها قضى سنة لتعلمها ومعرفة عادات هؤلاء ... فكان قد عانى في سبيل تاريخه المشاق حتى ظهر في أتقن شكل ...
وفي سنة ١٨٧١ م طبعه البارون دمزن مدير مدرسة اللغات الشرقية بعد مقابلته بنسخ كثيرة ، طبعه عينا وبلهجته الأصلية ، وفي سنة ١٨٧٤ م نقلت هذه إلى اللغة الافرنسية وطبع معها اصلها ... ونقله إلى التركية الدكتور رضا نور الموما إليه ونقد الترجمة والطبعة ، وأبدى أنها لم تكن بالوجه الأتم ، وإنما وقعت فيها أغلاط فاحشة جدا ، وما أضافه المترجم التركي جعله بين قوسين كما أنه طوى منه ما يتعلق بآدم ونسله لاعتقاده أنه خرافي فلخص القول وابتدأ من تاريخ القوم.
وكان قد سبقه إلى ترجمته إلى التركية أحمد وفيق باشا العالم التركي المشهور صاحب لهجة عثماني في اللغة وأتالرسوزي ، ومؤلفات عديدة منها هذا الكتاب وسماه (أوشال شجرة تركي) إلا أنه لم يتم. والملحوظ هنا أن الدكتور رضا نور كان قد طوى الانساب من آدم إلى