السلام عليكم يا أهل بغداد! أهل الوفاء والوداد. أردنا أن نعرفكم حيث نعرف منكم صدق المحبة وحسن الصفاء والاعتقاد ونطلعكم على ما يرد من جانبنا من بلوغ المرام والمراد وما أسفر الحال من جلية الأمور فيدخل بها بعد الترح على القلوب والصدور ايراد الفرح والسرور فألهمنا إلهام الصدق والصواب ما قاله اصدق القائلين في محكم الكتاب : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ. وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ) فأغنانا عن الجمل والتفصيل ، وكفانا تعب الاطناب والتطويل ، وستسمعون من العين والرأس ما لا ريب فيه ولا التباس. وتبيان ذلك ما عرضنا بذكره من حال المسكين المنبوز بمجد الملك الذي أورده سوء نيته وفساد سريرته مورد الهلك فرحم الله امرأ عرف قدره ولم يتعد طوره. وفقنا الله تعالى للقيام بشكر الائمة الصمدانية الأحدية ، ودعاء الدولة القاهرة الايلخانية الأحمدية ، التي نشرت ألوية الشريعة المحمدية وبسطت يد العدل في الارضين ، وكفت عن البلاد والعباد أكف أمثاله من الظالمين ، والحمد لله رب العالمين. وقد نفذ ملك الأمراء والنواب جلال الدين والصدر فخر الدين الكرزدهي والنوكرية ليشافهوكم بما شاهدوا من نعم الله تعالى التي تدور علينا من قديم كؤوسها والانعام الصادر عن الحضرة الشريفة الايلخانية التي طلعت من أفق الميامن شموسها. أعز الله سلطانها وأعلى في الخافقين شأنها» ا ه.
وكان وصولهم بغداد في رجب وقرىء هذا الخط في جامع الخليفة قرأه جلال الدين بن عكبر الواعظ وطيف براس مجد الملك في بغداد وشوارعها. ثم دخلوا دار مجد الملك ونهبوا ما كان بها.
وقبضوا على صفي الدولة ابن الجمل كاتب السلة وأصحابه ونهبوا داره وطلبوا الامير علي جكيبان فلم يوجد. وكان قد اتصل به الخبر فانهزم وكان قد وصل مع الجماعة فخر الدين عبد العزيز ابن النيار وفي