أرغون أهله وخواصه وسار إلى بلد (كلات) في جبل فسيح قريب من طوس ليس له طريق إلا من جهة واحدة ولا سور عليه فسار في أثره الأمير بوقا وأحاط به فاستسلم حينئذ ونزل فحمله بوقا إلى السلطان أحمد فسلمه إلى علي ناق فجعل معه جماعة يحفظونه وقتل اصحابه وكل من كان معه من الأمراء ...
ثم رحل السلطان يريد آذربيجان. وتخلف بعده الأمير بوقا وعلي ناق أياما. فخلا الأمير بوقا بجماعة من الأمراء وأجمعوا رأيهم على تسليم الملك إلى أرغون. فلما اتفقوا على ذلك مضى بوقا إلى ارغون ليلا وركب معه جماعة من الأمراء وقبضوا على أصحاب علي ناق واستخلصوا ارغون منهم وعرفوه ما اتفقوا عليه فركب أرغون في جماعة من العسكر وقصد علي ناق وكبس عليه وقتله وقتل جماعة من اصحابه فاضطربت العساكر.
ولما اسفر الصبح صعد الأمير بوقا تلّا وأمر فنودي في الجيش هذا ارغون هو السلطان. وأما علي ناق فقد قتل وهذا رأسه. فلما رأوا الرأس سكنوا ...
ثم أجلسوا أرغون على التخت وأرسلوا من يقبض على السلطان أحمد فانتهت حكومة السلطان أحمد يوم الاربعاء ١١ جمادى الأولى سنة ٦٨٣ ه (١) فلما بلغه ذلك ركب قاصدا (بركةخان) فلم يتمكن من ذلك وعاجلوه وأحاطوا به وقبضوا عليه وأرسلوا إلى السلطان أرغون يعرفونه ذلك فأمر بتسليمه إلى أولاد قنقورتاي (٢) فسلم إليهم فقصفوا ظهره فمات ليلة الخميس ٢٦ جمادى الأولى سنة ٦٨٣ ه وفي ابن
__________________
(١) ابن العبري ص ٥٢٠.
(٢) ورد في ابن العبري وفي تاريخ مفصل ايران «قونغرتاي» ، و«قوتغرناي» وفي وصاف قنغراتاي وفي «كتاب اسلامده تاريخ ومؤرخلر» جاء بلفظ «قونقوراتاي» وهو أخو ابقاخان.