توفي بعد قليل فصار (بركه خان) سلطانا على القفجاق ومن ثم صارت تسمى (صحراء بركة) وذلك لأنه أول مسلم من ملوك المغول. وكانت إسلاميته عن اعتقاد قوي ولذا أعلنها وقاتل من بقي على كفره من قومه وغيرهم. ومن ثم تكونت حكومة المغول المسلمة في القفجاق. ثم توفي بمرض القولنج عام ٦٦٤ ه (وفي الشجرة أنه حكم ٢٥ سنة مع أنه نظرا لجلوسه ووفاته لم يحكم أكثر من عشر سنوات) فخلفه منكو (١) تيمور خان وعلى يد تيمور توقاي (في خلاصة الأخبار ورد توقان أو طوغان) هاجم آباقاخان بجيش عظيم حتى وصل ايران فتصالح مع آباقاخان ومن ثم دام الصلح بين الحكومتين ثم إن آباقاخان توفي عام ٦٨٠ ه فخلفه أحمدخان (وهو ابن هلاكو السابع توقودار أو تكودار وقد اسلم وسمى نفسه السلطان أحمد) ولما استشهد هذا على يد ارغون وخلفه هذا في حكومته سار منكو تيمور الآنف الذكر على ارغون بجيش عظيم يبلغ الثمانين ألفا تحت قيادة طوغان وتورك تاي من أكابر قواده ؛ وأن أرغون قابله بفيلق تحت قيادة اميره طوغاجار (٢) وتأهب هو لإمداد قائده وعقب أثره فتصادم الفريقان في قاراباغ وهناك اصابت الهزيمة جيش منكو تيمور فكان لهذه المغلوبية وقع كبير في نفس منكو تيمور فأدت إلى وفاته لشدة ما أصابه من الألم. فخلفه تودا منكو بن توقاي بن باتوخان وهذا خلفه توقناغو (٣) بن منكو تيمورخان ثم أوزبك خان بن طوغرول
__________________
(١) ويلقب كلك بفتح الأول والثاني.
(٢) وجاء بلفظ الأمير طغاجار كما في تاريخ مفصل ايران ص ٢٣٠ وفي وصاف وابن الفوطي أو تغاجار ياغوجي على ما ورد في اسلامده تاريخ ومؤرخلر ص ٢٣٧.
(٣) وقد ورد بلفظ توقتاي. جاء ان تودامنكو خلفه (توقناغو). وهذا ذكره الذهبي بلفظ (طغططاي) وبيّن أنه توفي سنة ٧١٢ وله ثلاثون سنة ، وكان ملك القفجاق وجلس بعده أزبك (اوزبك) خان وهو شاب مسلم ، موصوف بالشجاعة ، ومملكته واسعة ولكنها قليلة المدائن (دول الإسلام ج ٢ ص ١٦٩) وفي المجلد الثاني من هذا الكتاب مباحث عنهم في أيام تيمور والسلطان أحمد.