إلى بغداد على أن يقتل بها ويحمل رأسه إليه.
وسبب ذلك أنه تحدث على السكر أن سعد الدولة قد قتل فلما وصل بغداد وكل به في دار النيابة ثلاثة أيام. فلما كان اليوم الثالث وصلت الايلچية من أردو (بايدو) ودخلوا بغداد ليلا وحضروا عند جمال الدين الدستجرداني كاتب العراق وعرفوه أن السلطان أرغون توفي وأن الأمراء قتلوا سعد الدولة (١) قبل وفاة السلطان وأنه قد فوض أمر العراق إليه وأمر بالقبض على فخر الدولة أخي سعد الدولة فاتفق مع الايلچية وبعض الأمراء وشحنة بغداد وقبضوا على فخر الدولة في ربيع الآخر وأحضروا الملك نور الدين عبد الرحمن وأخرجوه من السجن وتقدموا إليه بالانحدار إلى واسط والقبض على مهذب الدولة وحمله إلى بغداد.
فانحدر بقية الليل وقبض عليه وطوقه وأنفذه إلى بغداد.
ولما قبض على فخر الدولة نهب (الكلحية) (٢) وعوام بغداد داره وأدؤر اليهود كافة وأخذوا أموالهم ودام ذلك ثلاثة أيام. فركب جمال الدين في جماعة من الجنود والكلحية ومنعوا العوام عن ذلك وحبسوا جماعة منهم وقتلوا نفرين فسكنت الفتنة.
وقد فصل صاحب (تاريخ وصاف) ما جرى على اليهود من الوقائع والانتقام منهم على ما قام به سعد الدولة وأعوانه مما لا محل للإطناب في البحث عنه ...
ولما وصل مهذب الدولة إلى بغداد حبس في دار النيابة أياما فسأل من جمال الدين أن ينقل إلى حجر البر فنقل وأحضر بعد أيام إلى الديوان وسئل عن الأموال فقال :
__________________
(١) جاء في تاريخ وصاف أنه قتل في سلخ صفر سنة ٦٩٠ ه «ص ٣٤٥ ج ٢».
(٢) لم يعرف ما يراد بهذا اللفظ ولعله اسم قبيلة من قبائل تركستان والنسبة إليها كلجية بالجيم ... والنسخة الأصلية من الفوطي غير منقوطة.