فيه إلا بالعدل ، وأن أعزل سلطان الهوى ، وأخرج عن حكم المنشأ والمربى ، وأفرض نفسي غريبا منها وأجنبيا بينهم ، أن اعبر عن المعاني بعبارات واضحة تقرب من الافهام لينتفع بها كل احد ...» ا ه.
قدمه لوالي الموصل آنئذ وهو فخر الدين عيسى بن إبراهيم وقد أثنى عليه وغالى في مدحه وبيان أوصافه ، وكان عزمه أن يذهب إلى تبريز ... فعدل وأهدى كتابه إليه وجعله باسمه واشتهر الكتاب باسم (تاريخ الفخري) إضافة إلى اسم الوالي وأصل اسمه (منية الفضلاء في تواريخ الخلفاء والوزراء) كما أشار إلى ذلك هندوشاه النخچواني وهذا كان ترجمه إلى الفارسية سنة ٧٢٤ ه باسم (تجارب السلف) وأضاف إليه اضافات وقدمه إلى الاتابك نصرة الدين أحمد اللري ...
وهذا الوالي لم يعرف عنه أكثر مما جاء في الفخري بل لولاه لما عرف واحد منهما ومبدأ ولايته ، ومدة بقائه مجهولان ...
ونرى ابن الطقطقي ينوه بالمغول ، ويمدحهم مدحا زائدا ، ويدعو لهم بالدوام والتوفيق ، ويبين رجحان حكومتهم وفضلها على غيرها من سائر الحكومات ... وليس لدينا ما يميط اللثام عن حياته الشخصية ، ووقائعه الذاتية ، ولكن تاريخه خير مرآة لمعرفة روحيته ، وهو جليل في موضوعه ... ولو لا أن كتاب عمدة الطالب يفتضح ما كان بينه وبين علاء الدين الجويني من العداء لما مر في حادث قتلة والده لظننا أن ما قاله عنه صحيح وما أورده لا يعدو شاكلة الصدق وأن ما اشترطه على نفسه قد تابعه والتزمه ... فعرفنا تحامله ، كما أننا أشرنا إلى نفسيته في قلب بعض الحقائق ونقوله عن السلطان غازان حينما شاهد المستنصرية ... وهكذا يقال عن تحامله على حكومات الإسلام إرضاء للمغول أو تشفية لغرض في نفسه بحيث صار لا يرى سوى مساوىء الحكومات الإسلامية ، أو لم ينقل إلا ما أشاعه المغرضون ، وأعداء