الإسلام وفيهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية (١) ، التقوا على مرج الصفر (٢) فقتل من التتار خلق عظيم وأسر منهم جماعة ولكن استشهد من المسلمين جماعة» ا ه. وهكذا نرى (كتاب دول الإسلام) للذهبي قد أطنب في تفصيل الوقعة كغيره (٣) ... ا ه وتسمى هذه الوقعة بوقعة (شقحب) (٤).
__________________
(١) ابن تيمية هذا من أكابر علماء المسلمين وطريقته السير على مذهب السلف وبهذا تابع نوابغ الفقهاء كابن حزم ومشى على نهج «داود الظاهري» وابنه محمد الظاهري أو أن اجتهاده وافق اجتهادهم ... وكان لهذا المذهب في العراق مكانة رفيعة وأتباع كثيرون ... ويرى هؤلاء أن صلاح الإسلامية بالرجوع إلى السلف الصالح في مراعاة طريقتهم بالمضي على مقتضى نصوص الكتاب والأحاديث الصحيحة ... ولم يكن في هؤلاء جمود كما يتوهم البعض وإنما اختيارهم أن هذا الدين قويم ولا ينال مكانته الماضية إلا بالرجوع إلى ما كان عليه الأولون من القائمين به. ومن (يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ...) وفي ذلك أخذ بالشريعة بمراجعة أصولها ... وقد أبان كثير من العلماء بأن مذهب السلف اسلم ... وكان يؤاخذ ابن تيمية في مسائل ظاهر نصوصها يدعم قوله ويؤيده ... وأكبر مناصري فكرته في عصرنا الشيخ محمد عبده وأتباعه ، وابن سعود وقومه ، وعراقيون كثيرون ... وسبيل المؤمنين هي اتباع ما أمر الله به واجتناب نواهيه ومحرماته ليس إلا ...
(٢) في الشذرات مرج الصفة وفي أبي الفداء مرج الصفر وهو الصحيح وفي معجم البلدان مثله وقال أبو الفداء عن غازان كان قد اشتد همه بسبب هزيمة عسكره وكسرتهم على مرج الصفر فلحقته حمى حادة ومات مكمودا ، ا ه «ص ٥٢ ج ٤».
(٣) هو المختصر لشمس الدين الذهبي المتوفي سنة ٧٤٦ ه كتبه بعد تاريخه الكبير ثم ذيله السخاوي وسماه الذيل التام بدول الإسلام طبع سنة ١٣٣٧ هفي حيدر آباد دكن.
(٤) ص ٤ ج ٦ من الشذرات وص ١٣٥ منه وأبو الفداء حوادث هذه السنة والدرر الكامنة ج ٣ ص ٢١٣.