٣ ـ قرر في كل مدينة كبيرة مثل بغداد والحلة وتبريز وأصفهان وشيراز والموصل مكانا سماه (دار السيادة) وجعل وقفه يصل إلى الفقراء والمساكين من العلويين وتصرف غلته كلها في وظائفهم.
وعلى كل كانت خيراته عميمة وعماراته في العراق والخارج كثيرة واتخذ له مدفنا في ظاهر تبريز وهو ما تعجز العبارة عن بيانه وجعل فيه من ابواب البر ما لا يوصف من مدرسة وخانقاه ودار الحديث ودار القرآن ومستشفى ومكتب للأيتام وله عمارات أخرى منها (رباط سبيل) في حدود همذان وجعل له من الأوقاف للمارة ، ومنها مدينة اوجان ، ومنها سور مدينة تبريز وبساتينها وجملة عمارتها ولكنه لم يتمها وكلها تدل على علوّ الهمة (١).
ومن أهم إصلاحاته أن لا يصدر يرليغ ، أو بايزه إلا بنظام خاص ، وأصدر يرليغا في إصلاح المرافعات وانتخاب القضاة والاعتناء بأمر العدل وتثبيت ما يجب أن تسير عليه المحاكم ، ومراعاة مرور الزمان في القضايا ، وفي ملكية العقارات ... وتوحيد الموازين والمكاييل ، وقرر العقوبات على من يظهر في حالة السكر في المحال العامة ... وهكذا منع من التعديات على التجار والمارة باسم (تسيير) أو أجرة (محافظة طرق) وما ماثل ... إلى آخر ما هنالك من المآثر الجميلة والنافعة ...
ولا محل للتفصيل الآن والإطالة في أمرها ومن اراد التبسط فليرجع إلى جامع التواريخ وحبيب السير وغيرهما من الكتب وذلك لأنها تخص حكومتهم العامة.
وأهم ما قام به من الاصلاحات النافعة (إلغاء الضمان) للبلاد والألوية ... وذلك لظهور الاضرار الناجمة من جراء قسر الناس والتعديات عليهم لإيفاء ما التزمه الضمان. أو التهاون في ذلك والتعرض
__________________
(١) تاريخ الغياثي.