المولود باسم أول داخل للبيت فصادف دخول زمال (حمار) يقال له بالفارسية (خر) أي عبد الحمار (١).
والتدقيقات الأخيرة أماطت اللثام عن حقيقة اسمه وتبين أن خدابنده من استعمال الايرانيين ، أما غيرهم من الترك كأبي المحاسن تغري بردي في تاريخه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة فقد عبر عنه بخربندا وهكذا قال الذهبي وهو في الأصل من كلمات الترك وهذا اللفظ بمعنى الثالث في لغة المغول وهو عين (خوربندا). وهكذا نرى الصينيين يدعون الجايتو (هو ـ أول ـ يان) مما يدل على أن اللفظ مأخوذ من المغولية بهذا المعنى ويراد به الثالث ... مما يؤيد أن العجم حرفوا اللفظ واستعمله على الأصل مؤرخون كثيرون وأيد ذلك ما جاء في التعليق على مادة محمد خدابنده في الدرر الكامنة (٢) ...
ومن ثم شرع في تدبير الأمور وتنظيمها ، والتزم التيقظ والتحرس لحسن الإدارة إذ كانت الأمور في اضطراب والإدارة في تشتت وانحلال والحكومة متداعية البنيان إلا أنها بهمة هذا السلطان الجديد قد اكتسبت كل هدوء وراحة وانتظام لم يسبق أن نالته فيما قبل فأزيلت المشاكل والصعاب وأخمدت الثورات واستقرت شؤون المملكة ومن جملة ما قام به أن أمر بإبقاء ما كان على ما كان أيام أخيه من الموظفين والأمراء ... وأن يمضي على طريقة أخيه ونهجه (٣).
__________________
(١) ص ١٣٦ : في تذكرة الشعراء لدولتشاه السمرقندي أن السبب في تسميته هو أنه لما ملك غازان هرب المترجم من وجهه وكان يشتغل كمكار على الحمير فقيل له (خربنده) ، وبعضهم يقول إنه ولد جميلا فوضع له أبوه وأمه اسما قبيحا لئلا تصيبه العين ، تذكرة الشعراء ص ١٤٢ طبعة الهند سنة ١٩٢٤ م ومؤلفها دولتشاه ابن علاء الدولة بختيشاه الغازي السمرقندي وكان اتم تأليفها سنة ٨٩٢ ه.
(٢) اسلامدة تاريخ ومأخلر ص ٢٨٨ والدرر الكامنة ج ٣ ص ٣٧٨ والذهبي ص ١٦٢ ج ٢.
(٣) جامع التواريخ.