وفقيرة وكانت له نحو عشرين ضيعة لا يؤدي عنها شيئا وكان على بابه نحو عشرة خدام. وبلغ من رياسته أنه تزوج زبيدة بنت هارون ابن الوزير الجويني فأصدقها اثني عشر ألف مثقال ذهبا واتفق أنه كان وعد غلاما له بزواج بنت جارية له ثم بدا له فزوجها لغيره فبادر المذكور وقتل الزوج فبلغ ذلك ظهير الدين فخرج فضربه القاتل بسكين في خاصرته فعاش بعدها ليلة واحدة ومات عن توبة وإنابة في شوال سنة ٧٠٦ ه (١).
السيدة زبيدة :
وتعرف (بالست زبيدة) وهذه بنت هارون الجويني من زوجته رابعة بنت أبي العباس أحمد ابن الخليفة المستعصم. والتربة المعروفة باسم ست زبيدة نقطع بأنها لها ، إذ لم نر من نال مكانة مثل هذه في عصرها ولا مثل أبيها وأمها وزوجها ... فلا غرابة أن تكون لها هذه التربة ... وقد مرّ بيان صداقها ...
وما ذكره الأستاذ المرحوم السيد محمود شكري أفندي الآلوسي من التشكيك في نسبة هذه التربة إلى زبيدة العباسية كان في محله (٢) ... والذي دعا الناس إلى الاشتباه أولا العلاقة الموجودة فهذه عباسية من جهة أمها ، وثانيا الاشتراك في الاسم فإن هذه زبيدة وتلك زبيدة ، وثالثا الصلة الصهرية ... يضاف إلى ذلك أن إخوتها سموا بالأمين والمأمون ... وأبوها هارون ...
وقد ذكرنا جدتها لأمها شاهلتي زوجة علاء الدين الجويني ، وأمها رابعة وزواجها بهارون الجويني وإخوتها ... ولا أظن أنه بقي خفاء بعد ما أوردنا من النصوص المارة عن زواج هارون الجويني بالعباسية ، وعن أولاده منها ، وعن زواج بنته زبيدة هذه ...
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٤٢٠.
(٢) تاريخ مساجد بغداد وآثارها للآلوسي ص ١٣٥.