البلاد نيابة عن خربندا. ولما عزله ولى اميرا آخر يقال له (سوتاي) وكان من أمكر المغل وأخبثهم وأفرسهم. وهذا واقع سورية والحروب في هذا الحين متوالية بين الطرفين وكان أحمد مجروحا فشفي وصار معه ... جرت حروب دموية قد غلب في آخرتها ...
هذا ما ورد في عقد الجمان وقد فصل القول فيه عن أحمد والتجائه إلى خربنده والوقائع الجارية هناك ... والملحوظ أن السياسة العشائرية لعبت دورها في هذا الوقت ، وهذه وإن كانت في الحقيقة لا تعد الحروب فيها مع العراق مباشرة ولكنه لا يخلو من علاقة ، والتفاهم غالبا إنما يكون مع أمراء العراق ... وفي هذه الأيام نرى الاهتمام بالعشائر بالغا حده ومن مراجعة وقائعهم نعلم دخائل السياسة مع المجاورين ودرجة مجاريها ...
وفيات :
١ ـ توفي شيخ المستنصرية : المعمر عماد الدين أبو البركات اسماعيل ابن الشيخ الزاهد أبي الحسن علي بن البطال (الطبال) الازجي شيخ المستنصرية سمع من عمر بن كرم وابن القطيعي ، وابن روزبة وجماعة وحدث بالكثير ولم يخلف بالعراق مثله وتفرد ومات ببغداد (١).
٢ ـ ابن شامة السواري : الحافظ مفيد مصر شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن شامة بن كوكب الطائي السواري الحكمي ـ وحكم بالفتح قرية من قرى السوار ـ الحنبلي الحافظ الزاهد. ولد في رجب سنة ٦٦٢ ه وسمع من احمد بن أبي الخير وابن أبي عمر وغيرهم ورحل سنة ٨٣ إلى مصر وسمع بها من العز الحراني وابن خطيب المزة وغيرهما ، وبالإسكندرية من ابن طرخان وجماعة وببغداد من ابن الطبال وخلق
__________________
(١) عقد الجمان ج ٢١ والشذرات.