وطول هذا البيت خمسة أذرع بذراع النجار وعرضه أيضا كذلك ، والارتفاع عشرة ، وطول اللبنة شبر ، وعرضها اصبعان ، وأجرى في وسطه أربعة أنهار ، نهر من لبن. ونهر من عسل ، ونهر من خمر ، ونهر من ماء ، وجعل فيه خمسة أشجار ، طول كل شجرة ثلاثة أذرع ، مصنوعة هي وثمارها ، أصلها من ذهب وثمارها من نفيس الجواهر واللؤلؤ الكبار ، وجعل في هذا القصر من البنات الحسان ، المختارات من سائر مملكة المغل اثنتين وأربعين بنتا ، وأضاف إليهن من الغلمان الفائقين في الجمال اثنين وأربعين غلاما ، وكان يلبسهم القماش الرفيع الخاص ويأمرهم فيلعبون بين يديه بالنرد والشطرنج ، وتارة يتصارعون ، وتارة يرمون بالنشاب ، وتارة يسبحون ، وتارة يتهارشون ، ويقبل بعضهم بعضا ، وتارة يغنون بين يديه بأنواع الملاهي ، ويرقصون رقصا عجيبا ، فمن أعجبه منهم في شيء من هذه الحالات جذبه إليه ، وقضى منه وطره.
مات في ٢٠ رمضان هذه السنة (٧١٦ ه) بمدينة السلطانية في أرض قنغرلان بالقرب من قزوين ، وقيل إنه مات مسموما ، وإن الذي اغتاله شخص من أمرائه يسمى دقماق وإن الباعث له على ذلك أنه بلغه أن خربندا تعشق امرأته وتولع بها ، وغير بذلك بعض خداشينه فاتفق مع امرأته على اغتياله بسمّ وبه كان مماته ، وعرف بذلك الكبرك.
ولما جلس ابنه أبو سعيد بعده أعلموه بما كان منهما فقتلهما ، وكانت مدة ملكه ١٤ سنة ولما مات كان عمره (٣٢) سنة تقريبا ، وقيل إن خربندا حين مات راسل چوبان الملك ازبك ملك البلاد الشمالية يحسّن له التوجه إليه ليتسلم الملك فأبى.» ا ه (١).
__________________
(١) عقد الجمان ج ٢٢.